عدسة الارشيف في البتراء..تقرير الزميل صفاء الموسوي

خاص للارشيف العراقي في الدنمارك

في عام 2007 تم بالتصويت العالمي وبالمرتبة الثانية  اختيار مدينة البتراء من عجائب الدنيا .وهذه المدينة الوردية (المنحوته من الجبال الوردية ) او البتراء (وتعني الصخر كما اطلق عليها الرومان) تستحق ان تكون من عجائب الدنيا بما تمتاز به من روعة المنظر الساحر والذي ابدع الشعب النبطي من حفر مدينتهم العريقة بين تلك الصخور الوردية الملونة  قبل اكثر من 2000 عام , وما تزال تلك المدينة الساحرة تستهوي السياح لزيارتها والتعرف عن قرب لتلك المعالم الجميلة ,لمدينة تختبئ بين الجبال في وادي موسى والذي يبعد عن العاصمة الاردنية جنوبا ب262 كلم

الانباط..؟؟

اقام في البتراء شعب سمي بالانباط وهم الذين بنوا المدينة  في عام 400 قبل الميلاد وجعلوها عاصمة لدولتهم والتي امتدت الى اجزاء من بلاد الشام  وجزء من سيناء وكذلك الشمال الغربي من الجزيرة العربية . يعتقد بأن اصل الانباط  من العراق وبالتحديد من جنوب العراق جاءوا مع جيش نبو خذ نصر الكلداني واحلوا محل الادومين في المنطقة وكانت لغتهم الارامية وبقوا مستقلين عن العرب ولكن في سنة 169 قبل الميلاد استطاع العرب ان يخضعوهم الى سلطتهم واصبحت تلك المدينة خليط من الانباط الاراميين والعرب ومع مرور الوقت تأثرت اللغة الارامية النبطية بالعربية وكذلك بالديانة الوثنية العربية

العمارة ..والازدهار

بحكم موقع مدينة البتراء الاستراتيجي استطاع الانباط ان يسيطروا على محط القوافل التجارية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب فكانوا يفرضون المكوس على القوافل بالاضافة الى ايوائها وكانت تلك القوافل محملة بالبضائع الشرقية من الهند كالبخور والتوابل او الافريقية كالعاج والجلود وغيرها من الحضارات القريبة ,فبفضل التجارة تطورت البتراء وتوسع العمران الفني فيها وازدهرت الثقافة بين احضانها فكانت محط اعجاب للشعوب الاخرى وللعلم بأن حضارتها تاثرت بكثير من الحضارات الاخرى وهذا ما يلمسه اي زائر لتلك المنحوتات فتجد الحضارة الفرعونية والرومانية والعربية قد القت بصماتها هناك.ولايفوتني ان اذكر بأن النظام الاروائي في البتراء كان متطورا بشكل هندسي رائع وبديع بدأ من شبكات السدود وحتى قنواتاتها المائية  

في الطريق الى المدينة الوردية او ما يطلق عليها قديما بالسلع او الرقيم

النزول الى المدينة الاثرية ..وفيها ايضا المدينة الحديثة التي يعتاش اهلها على السياحة والتجارة مع البدو

من هنا بداية المدينة الوردية..وهذا الوادي يبدو رحبا ومفتوحا في بداياته

على اطراف الطريق هناك الكثير من مقابر الانباط

يمكن ان يختار السائح اما ان يذهب مشيا او على ظهور الجياد او ان يستقل العربات التي تجرها الخيول

هذه المكعبات تعرف بمجوعة الجن او صهاريج الجن..يعتقد بأنها كانت اضرحة بينما يظن اخرون بأنها مكرسة للاله النبطي دوشارا

يوجد الكثير من الابنية قبل الدخول الى المدينة ..يعتقد البعض انها مقابر ويعتقد الاخر انها آلهة تمثل حراس المدينة

احدى مقابر الانباط..مع تغيرات الطبيعة..مازالت صامدة المدينة الوردية

من الروعة ان تشاهد تلك المقابر وهي صامدة بعد اكثر من الفي عام وما رافقها من تغيرات جيلوجية

ضريح المسلة..سمي بذلك لوجود المسلات الاربع في اعلاه ..ان المسلة كانت رمزا جنائزيا نبطيا

قبل الدخول الى المدينة يوجد هنا سد بناه الانباط لحمايتهم من الفيضانات وبني تحته الانفاق للاستفادة من المياه في داخل المدينة..تم ترميم السد في عام 1964

بداية الدخول الى المدينة عبر هذا الممر ويسمى بالسيق

من الاشياء المبدعة التي عملها الانباط هو نظامهم الاروائي العظيم..في الصورة حفر لقناة توصيل المياه او مايعرف اليوم بنظام الاسالة

كان في هذا المكان يوضع البخور والمصابيح

نحتوا كل شي .. بيوتهم ,معابدهم, قبورهم..وايضا قنوات لتوصيل المياه الى اخر نقطة في مدينتهم

يتم خزن الماء هنا وبعد ذلك يتم توزيعه ايضا عبر قنواتات محفورة في الجبل وعلى طرفي الطريق

السير في السيق وبين الجبلين

ان طول السيق (كلمة سريانية وتعني بالعربية الشق) يبلغ 1.2كلم ومحصور بين جبلين يبلغ ارتفاعها الى 100م

يظهر هنا القناة المائية وهي كانت بشكل قطع مرتبطة مع بعضها وبالطبع كانت مغطاة في ذلك الوقت

منظر رائع للجبال الوردية

كما اخبرني الاخ المرشد السياحي بأن الالهة التي كانت تعبد في البتراء هي نفسها التي كان يعبده العرب في مكة

منظر لجبل متأثر بظروف الطقس

معبد نبطي بدائي فيه الآلهة ذو الشرى (اله الشمس) وبجانبه امه العزى (الهة الخصب والحظ)ويعتقد بان الالهة العربية الوثنية انتقلت من هنا الى مكة

وان فكرة من المعبد تشبه الكعبة ايام الجاهلية حيث يطوف الداخلون اليه والخارجون منه

جبلين احدهما متأثر بالظروف المناخية ويظهر عليه السواد والاخر محتفظ برونقه

الجزء الاكبر من السيق طبيعي والبعض منه قد نحته الانباط

منحوتات للالهة النبطية  ..سميت بأصنام سابينوس

منحوت لآلهة الخصب في درعا

نحت لشجرة الزيتون او الحياة

نقش باليونانية يقول : بان سابينوس ابن الاسكندر , والذي جاء من درعا , أمر بنحت هذه ألحنيات أو المحاريب تمجيداً للآلهة النبطية

بقايا لمنحوتات جمال ورجل وهذا تمثيل لقافلة تجارية التي اشتهر بها الانباط

مازالت ارضية السيق مبلطة الى هذه اللحظة

القطع المتراصة للقناة المائية

مكان تخزين الماء..حفره الانباط لتجميع مياه عيون موسى الى داخل المدينة

ومازلنا نسير في السيق..مع بداية انحصاره

ومع بداية انحصار السيق ونهايته ..يفتح المنظر على اجمل مبنى في البتراء وتلك هي الخزنة

الخزنة ..سميت كذلك لاعتقاد الناس الخاطئ بأن فرعون قد وضع كنوزه في الجرة الموجودة في الاعلى

بناء هندسي غاية في الروعة وهو في الواقع ضريح يتكون من طابقين نحت داخل الصخر

يتكون الطابق العلوي من اعمدة وزخارف ورسومات بعضها سورية ,هلنستية ,نبطية وحتى فرعونية..وهذا يؤكد على التواصل الحضاري بين الحضارات المجاورة للبتراء

يبلغ ارتفاع الخزنة 43 متر اما عرضها فيبلغ 30 متر

يعتقد بأن نحتها كان في القرن الاول للميلاد واستعملت في البدأ كضريح ولكن فيما بعد استخدمت كمعبد ويظهر ذلك من خلال منحوتات للالهة النبطية..والمدفن الموجود في الصورة التي عثر عليه تحت الخزنة

تتكون الخزنة من الداخل بثلاث حجرات اثنتان على الجانب وواحدة في الداخل..صورة لحجرة جانبية

الحجرة الداخلية ويصعد اليها بدرج

يوجد في داخل حجرة الوسط ثلاث حجر صغيرة استخدمهن كمدفن وكانت تغلق بباب خشبي او برونزي في الماضي

السيق وهو كما يشاهد بشكله الملتوي بين الجبال

مجرى القناة المائية ومحفورة في الجبل

بعد المرور من الخزنة يبدأ شارع يسمى بشارع الواجهات.ويعتقد بأن هذه الصفوف من الاضرحة ذات النقوش المعقدة من اصل اشوري

قبر عنيشو وهو وزير للملكة النبطية شقيلة الثانية 70-75م واستخدم هذا القبر مدفنا لموظفي البلاط الملكي

يوجد الكثير من الاضرحة في البتراء والذي يصل تعدادها الى 500 ضريح واهمها الاضرحة الملكية

بيوت واضرحة نحتت داخل الصخر وكأنها كهوف طبيعية

كما هو المعتاد فأن المعابد دائما تبنى في الاعلى..معبد نبطي

في داخل الجبل الوان طبيعية ساحرة

المسرح النبطي الذي بناه الانباط ثم وسعه الرومان

معبد نبطي وفيه يظهر السلم..دلالة على الصعود والهيبة

الاخ المرشد السياحي في المدينة

من بعيد تظهر بيوت البدو التي اقامتها الحكومة لهم بعد ما تم اخلائهم من مدينة البتراء الاثرية

مواقع الترميم في المدينة

يعتقد بأن خلف تلك المدينة وعلى قمم الجبال ضريح نبي الله هارون عليه السلام

من الجهة الشمالية للمدينة هناك ايضا مدينة تسمى البتراء الصغيرة وكانت مركزا تجاريا

صفاء الموسوي من على قمة جبل او تحت (ضريح نبطي) يطل على المسرح 

بعض الاثار مهدمة وهناك حملة ترميم من قبل الجهات المختصة وبالاستعانة بالمنظمات الدولية

انشأ المسرح لتقام فيه احتفالات الاعياد القومية والدينية

يتسع المسرح الى 7000 شخص وييلغ ارتفاعه 23متر

يتكون المدرج من 33 وقيل 45 صف منحوتا على صخر رملي رمادي بأستثناء الجزء الامامي للمسرح

الانفاق التي وضعها الانباط تحت المدينة لتخزين المياه

الالوان الصخرية الطبيعة من الداخل

معبد نبطي

كانت هذه الاضرحة مسكونة من قبل البدو في المنطقة فلذلك تجد تغير لون الجدار الى السواد

مقابر الانباط

المنظر الداخلي لمقابر الانباط

ان النحت على الصخور امتاز به ايضا قوم ثمود..ولعل بقاياهم سكنوا هنا

في داخل احدى الاضرحة تشاهد روعة المكان من خلال تناسق الالوان الوردية الرائعة

عمليات الترميم مستمرة في المدينة من قبل الحكومة الاردنية لما تساهم هذه المدينة في المردود السياحي للاردن,فتشير الدراسات بأن عدد زوار المدينة كان 600الف سائح في عام 2007

ان اكتشاف آثارنا كما هو معلوم كان علي يد الغربين..وكذلك الحال بالنسبة الى اكتشاف البتراء فكانت على يد المغامر السويسري جوهان بوركهارت في عام 1812

بدأ انحطاط الحضارة في البتراء بعد سيطرة الرومان للمدينة وتحويل طريق التجارة نحو بصرى الشام في سوريا

كانت اول الحفريات في البتراء عام 1924 تحت اشراف المدرسة البريطانية للآثار في القدس

نهاية الجولة القصيرة لمدينة البتراء ولعلني قد شاهدت 35% من تلك الاثار الخالدة

لكي تتجول في كل مدينة البتراء فأن يوم واحدا لايكفي ويحتاج الامر للمبيت 3 ايام..صورة للغروب عند المدينة الحديثة للبتراء

 

تم اقتباس المعلومات من الاخ المرشد السياحي وكذلك من بعض المواقع الالكترونية ..الصور بعدسة صفاء الموسوي