إلتهاب الكبد الفيروسي .. الحلقة الأولى

 
الدكتور سالم الخفاف /السويد
 

المقدمة  

 تقع الكبد في أعلى البطن من الجهة اليمنى تحت الحجاب الحاجز وتعتبر أكبر عضوا ًفي جسم الإنسان إذ يبلغ وزنها حوالي الكيلوغرام والنصف عند البالغين .وتشتمل على فصين رئيسيين الفص الأيمن والفص الأيسر وفصين أخرين صغيرين و تقوم الكبد بالمئات لا بل  الألاف من الوظائف الفسيولوجية الهامة والضرورية لأستمرار حياة الإنسان , وما تكوين وإفراز المادة الصفراء المساعدة في عملية الهضم  إلا أحد تلك المهام المشار إليها . وللكبد دور رئيسي ببناء لبنات الجسم عن طريق إنتاج وتكوين وتوازن الهرمونات والإنزيمات المطلوبة . والكبد المنتج للكولسترول والمنظم لنسبة سكر الدم, كما إن الكبد * معملا ً * , إن جاز التعبير يخلصنا بتفاعلاته الكيمياوية من الكثير من السموم والمواد الشائبة الأخرى . قد يصاب الكبد بأمراض متنوعة منها إلتهابات الكبد الفيروسي .

هنالك أنواع متعددة للإصابة بإلتهابات الكبد الفيروسي يرمز إليها بالحروف الإنكليزية     A,B,C,D,E,F وسنتكلم اليوم عن أهم تلك الأنواع  ألا وهو :

  

إلتهاب الكبد الفيروسي الوبائي نوع   أ  (  A  )  

يعتبر من أكثر أنواع إلتهابات الكبد إنتشارا ً في العالم وغالبا ًما تحدث الإصابة أثناء فترة الطفولة وقد تحدث في أي عمر ويتبع معظم حالات الإصابة ( 90% ) الشفاء التام من دون مضاعفات ولا يتحول المرض إلى الحالة المزمنة , أما حالات الوفاة فتقدر بما يقارب الواحد بالمائة أو حتى اقل من ذلك . يكتسب الجسم مناعة ولمدى الحياة بعد إصابته ولو لمرة واحدة بالمرض .

الأعراض في فترة الطفولة تكون خفيفة وتشبه لحد ما أعراض البرد والإنفلونزا , لكن قد تزداد مع تقدم العمر . تبدا الأعراض بحمى خفيفة وشعور بالتعب والارهاق, فقدان الشهية وغثيان والتقئ احيانا ًمع ألم البطن وإضطرابات هضمية . وبعد أيام معدودة يبدأ إصفرار بياض  العين وكذا الجلد ويتحول لون البول إلى الأصفر ولون الخروج إلى الفاتح وهو ما يطلق عليه طبيا ً بال JUNDICE  ثم يتضخم الكبد ولبضع من الوقت .وبعد أسابيع يحصل الشفاء التام وغالبا ً ما يكون بدون علاج متخصص , إن لم تحدث مضاعفات كالغيبوبة الكبدية . كل ماذكر من أعراض يبدأ تقريبا ً بعد شهر من دخول الفيروس جسم الإنسان ويطلق على هذه الفترة إصطلاح * فترة الحضانة * . تستمر الأعراض  لشهر أخر تقريبا ً.

العدوى تكون عن طريق الفم وبواسطة الأيدي والمواد الغذائية ومياه الشرب الملوثة ببراز المصاب , فالبيئة غير النظيفة خير وسيط لنقل الفيروس ونادرا ًما ينتقل المرض عن طريق الدم أو الممارسة الجنسية مع شخص مصاب .

التشخيص سهل ويتم من خلال التعرف على التاريخ المرضي للمصاب وشكواه , إضافة للفحص السريري . ولتأكيد ذلك يجب إجراء فحص الدم المختبري للتحري عن الاجسام المضادة .

الوقاية  بداية أقول ليس هناك ضرورة تحتم عزل المريض وكما ذكرت أعلاه فإن النظافة الخاصة والعامة وتنقية مياة الشرب وصرف المياه الثقيلة تشكل اهم اركان الوقاية من الإصابة بالمرض , يضاف إلى ذلك وجوب الحذرالشديد للملامسين والتقييد بضوابط النظافة الشخصية .

 في عام 1995 تم إنتاج لقاح خاص ضد الفيروس نوع A ينصح بإعطائه للمسافرين إلى المناطق الموبوءة وكذلك للملامسين والأطفال وكبار السن والأشخاص ضعيفي المناعة والمقاومة . يعطى اللقاح على جرعتين .

العلاج  بدا ًيجب الإعلام بعدم الحاجة الضرورية لرقود المصاب في المستشفى وإخضاعه لعلاج متخصص والإكتفاء بمراقبة حالته الصحية , إن لم تك هناك مضاعفات خطرة والمتمثلة في هبوط وظائف الكبد نتيجة للتلييف , لكن يجب الإشارة إلى ضرورة إتباع وصايا عامة تتضمن الراحة التامة في الفراش والإكثار من السوائل وتجنب الدهون والبروتين بتاتا ً مع تناول السكريات وبكثرة وبالخصوص العسل الطبيعي . وأحذر المصاب من تناول الكحول القاتل في هذه الحالات .  أما الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن فيحتاجون إلى عناية خاصة

هذا وبإختصار فيما يخص النوع ا A ولاحقا ً سنتطرق إلى باقي الأنواع.

ملاحظة  ما ورد أعلاه لا يغني مطلقا ً عن إستشارة الطبيب المختص المعالج .

ختاما ً تقبلوا خالص تمنياتي بدوام الصحة والعافية  . الدكتور سالم الخفاف/السويد

للأستشارة الطبية المجانية يرجى الكتابة على إلايميل    
أوالإتصال بالهاتف المجاني 0046736934363