إلتهاب الكبد الفيروسي ..الحلقة الثانية

 
الدكتور سالم الخفاف /السويد

مقدمة 

 في مقالتي السابقة تطرقت إلى الإصابة بمرض إلتهاب الكبد الفيروسي نوع ( أ ) Hepatitis A وبإختصار تناولت أسباب الإصابة وطرق العدوى وسبل الوقاية من المرض المذكور وأوضحت الفحوص المختبرية اللازمة لتأكيد التشخيص وبينت إمكانية العلاج المتاح للمريض المصاب مع ذكر بعض الإرشادات والنصائح الصحية الضرورية للمرضى والملامسين .أما موضوع مقالتي  هذه فهو نوعا ً ثانيا ً من أنواع إلتهابات الكبد الفيروسية والذي أأمل أن أوفق لتسليط الضوء على بعض من جوانب المرض بغية الوصول إلى الهدف المنشود والمرتجى من نشر المعرفة وتعميم الفائدة .

  

إلتهاب الكبد الفيروسي نوع ( ب )   Hepatitis B   

وهو مرض فايروسي السبب تظهر الإصابة فيه على ثلاثة حالات :  الحادة والمزمنة , وثالثة تعرف بحالة حاملي الفايروس وهم أشخاص غير مصابين بالمرض ولا يشتكون من أية أعراض أو متاعب صحية ويعيشون حياة إعتيادية تماما ,ً  وعادة ما يكون فحص إنزيمات الكبد طبيعية ولو أن قلة ً من حاملي الفيروس عرضة ً اكثر من غيرهم لتليف الكبد وأورامه وما يتبع ذلك من مضاعفات من توسع أوردة المرئ ونزيفها .

 والجدير ذكره أن الإصابة بالمرض ولو لمرة واحدة يعطي الجسم مناعة مدى الحياة وذلك نتيجة لتكون أجسام مضادة للفيروس المذكور داخل جسم الإنسان

 يعتبر إلتهاب الكبد الفيروسي نوع ( ب ) من أهم المشاكل الصحية الرئيسية في العالم من خلال الإحصائيات والبيانات العلمية  وإنه أكثر عدوى حتى من فيروس الأيدز, وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن هناك قرابة الثلث مليون إصابة بالمرض تحدث سنويا ًفي الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها يموت منهم خمسة ألاف مصاباً .والجدير ذكره إن جميع حالات الإصابة الحادة تتشافى تماما ً بإستثناء نسبة تقدر بحوالي 7% منها تتحول إلى الحالة المزمنة ومن الممكن أن يعقب بعض حالات الشفاء تحول المرضى المصابون إلى حاملي الفيروس وتكاد أن تصل نسبتهم واحد لكل خمسة عشر شخصا .

 

التشخيص

 يتم عن طريق فحص الدم المختبري الخاص للتحري عن الفيروس المذكور حصرا ًوكذلك فحص إنزيمات ووظائف الكبد .

 

الأعراض

قد لا تظهر على جميع المصابين وإن ظهرت تكون خفيفة وطفيفة , ولكن إصفرار الجلد وبياض العينين وهو ما يطلق عليه مصطلح اليرقان Jundice غالبا ً ما يكون العلامة المهمة والرئيسية للحالة المرضية وتشخيصها ويرافق هذه الأعراض تحول لون البول إلى الداكن ( لون الشاي ), اما لون البراز فيتحول إلى الفاتح. ومن االاعراض المصاحبة الأخرى فقدان الشهية والضعف العام والشعور بالتعب والإرهاق, إرتفاع درجة الحرارة وصداع شديد , غثيان وقئ , ألام أعلى يمين البطن مصحوبة بإسهال أو إمساك , ألام مفصلية وعضلية وغالبا ً ما ترافق الإصابة بالمرض حكة جلدية . وهنا يتوجب التنويه أن هذه الاعراض وغيرها تستمر لفترة تتراوح بين الشهر والثلاثة اشهر .

العدوى

لا تكون عن طريق الطعام والشراب , بل ينتقل المرض بواسطة نقل الدم الملوث وكذلك سوائل الجسم الاخرى وعبر العمليات الجراحية الكبرى والصغرى ومعالجة الاسنان وامواس الحلاقة الملوثة بالفيروس ويعتبر الإتصال الجنسي من وسائط نقل الفيروس الهامة وكذلك نقله من أمهات حاملات للفيروس اثناء ولاداتهم . و تبقى  ثلث حالات الإصابة غير معروفة السبب والطريقة .

الوقاية 

تتركز على التوعية والتثقيف الصحي و تجنب طرق إنتقال الفيروس المذكورة أنفا ً وكذلك الفحص المبكر وخاصة النساء الحوامل للتحري عن الفيروس ولحسن الحظ يوجد تطعيم بلقاح خاص مضاد للفيروس يؤخذ على ثلاث جرعات ويزرق في عضلة الكتف .

العلاج

بدايةً وجوب ملازمة المريض للفراش والراحة التامة , التغذية الجيدة والمتوازنة و خالية من الدهون والبروتينات بتاتا ً وتعويضها بالإكثار من تناول دبس التمر و العسل الطبيعي خاصة طيلة الفترة الحادة للإصابة والإبتعاد عن تناول الكحول نهائيا ً. والإقلال من شرب الشاي والقهوة .

إستطاعت البحوث الطبية العلمية التوصل إلى إكتشاف وإنتاج بعض الادوية المتخصصة والفعالة المؤثرة على الفيروس نوع B  وبنسبة 30% من الحالات ومن هذه العقاقير( الإنترفيرون ) و ( اللاموفيدين )  , وبإستمرار تلك الابحاث تم إنتاج عقار ( بيج إنترفيرون ) والذي يعتبرأكثر فاعلية وأقل أضرارا ًوخالي تقريبا ً من المضاعفات والأثار الجانبية .

اما في الحالات المتقدمة للمرض والمصحوية بتلييف خلايا الكبد فقد تنفع العقاقير المذكورة بمعالجة بعض الاعراض وليس القضاء على المرض  ويبقى الحل الوحيد لكسب الشفاء التام والتخلص من المرض واعراضه هو إجراء زراعة الكبد .

  

مع خالص تمنياتي لقرائي الأعزاء بدوام الصحة والعافية .

 للإستشارات الطبية المجانية يرجى الإتصال على  الهاتف الجوال 0046736934363

ملاحظة : ماورد أعلاه لا يغني عن إستشارة الطبيب المختص المعالج