السمنة

 
الدكتور سالم الخفاف /السويد
 

زيادة وزن الجسم نتيجة ً لتراكم النسيج الدهني الذي غالبا ً ما يتمركز في محيط البطن والصدر والأرداف والمتأتي من عدم التوازن بين الطاقتين المكتسبة والمستهلكة . ولتوضيح ذلك وحسب الدراسات تبين إن تقدير إحتياج الأنسان اليومي للطاقة يقاس إستنادا ًعلى وزن جسمه ونوع نشاطهً وبالتفصيل كالأتي  :
الأنسان عالي النشاط اليومي ( العمال والفلاحين ).. وزن جسمه ^ 40 فمثلا ً إن كان وزنه 70كيلوغرام سيكون إحتياجه اليومي للطاقة قرابة 3000سعرة حرارية , أما الأنسان متوسط النشاط اليومي فيكون .. وزن جسمه ^ 37 والأنسان  قليل النشاط اليومي فيكون  .. وزن جسمه ^ 34 .
هناك تقسيم مجازي للسمنة إلى نوعين سمنة التفاحة وفيها يكون تراكم الدهون الزائدة في أسفل الصدر والبطن بينما في حالة سمنة الكمثري فيكون تراكم الدهون الزائدة في الورك والفخذين ,وكلا الشكلين يعتبر تشويه لجمال الأجسام .
بدأت جدية الأهتمام بالبدانة منذ خمسة وعشرون عاماً , حينما إرتفعت نسبتها عالمياً وصاحبها زيادة ً حادة  في  الأصابة بداء السكري وإرتفاع الضغط الدموي ونسبة الكوليترول في الدم , إذ دلت الأحصائيات إن نسبة بدانة الأطفال كانت 7% والمراهقين 15% من السكان عام 1980 في حين إرتفعت تلك النسبة إى 20% عام 2000 .
 لمعرفة وزن الجسم وتشخيص البدانة هناك عدة طرق.. الأولى منها معلومة حسابية بسيطة ومعروفة لدى الجميع وهي طرح متر من طول الشخص زائد ناقص خمسة كيلوغرامات لنحصل على وزن الجسم المثالي , ومثالا ً على ذلك ً إذا كان طول الشخص 170 سم فنطرح منه متر (100سم ) ليبقى 70 فيكون الوزن المقبول ما بين 65 و75 كغم وبتقدم البحوث الطبية ولتوخي الدقة وتشخيص البدانة  فقد توصل العلماء  إلى طريقة قياس كتلة الجسم
أي بمعنى أخر تقسيم وزن الشخص بالكيلو غرامات على مربع طوله بالمتر لنصل على رقم مجرد .
فالرقم دون العشرين يعتبر نحيفاً ومن الممكن أن يكون مريضاً , والوزن المثالي عندما يكون الرقم ما بين 20 ـ 25  ويكون زائد الوزن عند الرقم  25 ـ 30  وبدين عند الرقم 30 ـ 35 وأكثر من 35 من الممكن أن يكون مصابا ً بداء البدانة ومريضا يحتاج إلى معالجة.
ولنأخذ مثلا ً على ذلك  حسابيا ً, فأذا كان الطول 170 سم والوزن 70كغم فبقسمتهما على بعض تكون النتيجة 24.13 وهوحدود الوزن الطبيعي  , وبصورة عامة إن الأنسان يعتبر بدينا ًإذا زاد وزنه بمقدار الثلث فوق وزنه المثالي وأخيرا ً فهناك طريقة ثالثة لحساب الوزن ومعرفة درجة البدانة وذلك بقياس محيط الخصر للشخص , فللذكور مثلا ً إن كان المحيط  94  سم يصنفوا بدناء وإن كان أكثر من 102 سم يصنفوا  مفرطي البدانة ومن الممكن أن يكونوا مرضى بحاجة للمعالجة , أما للأناث فتكون الأرقام80 و88 وعلى التوالي. يجب التنويه إن كل ما تقدم ينطبق على الناس الأصحاء وللأعمار من 20 وحتى 45 وهناك إستثناءات تخص الأطفال في طور النمو والنساء الحوامل والرياضيين  . وبصورة عامة إجمالا ًإن الأنسان يصنف بدينا ًإذا زاد وزنه بمقدار الثلث فوق وزنه المثالي.
تتداخل وتتكامل أحيانا ً الوراثة والبيئة كأسباب للأصابة بالبدانة المرضية وصدق المثل القائل  :  ( الوراثة الطلقة القاتلة والبيئة الأصبع الذي يضغط على الزناد ) . أورد أدناه بعضا ً من الأسباب الهامة :
    1 ـ النمط الغذائي الخاطئ ( نوعية الأكل ,طبيعته , أوقاته وكميته ) مثلا ً كثرة  تناول الطعام الغني بالنشويات والدهون والسكريات , أكل الأطعمة المصنعة والمعلبة والمشوربات الغازية وبالأخص ليلا ً أثناءالسهرات المسائية ومشاهدة التلفزيون .
    2 ـ قلة ممارسة الرياضة وإنعدام النشاطات اليومية .
    3 ـ إختلال هرمونات الغدد الصماء .
    4 ـ العوامل النفسية المؤثرة كالقلق والكأبة
    5 ـ الوراثة .
هناك اراء متباينة في المجتمع فيما يخص النظرة للسمنة فالبعض يتحبب لها ولا يرى فيها أي إحراج ,  وأخر على العكس يقلق كثيرا ً ويتحرج منها, وثالث يراها مجرد تشويه للجسم بينما الكثير لا يعير لها أية أهمية في الوقت الذي تشكل السمنة مشكلة جدية متزايدة لملايين حول العالم , البدانة أفة العصرومن الأمراض الخطرة التي يتوجب الأنتباه لها والأهتمام بطرق الوقاية منها وبدء ًً من فترة الطفولة حيث إن خطورتها تكمن في المضاعفات والحالات المرضية المتعددة المتأتية منها ومن أهمها  الأتي :
    1. تصلب الشرايين
    2. الأمراض النفسية
    3. الأمراض الجلدية
    4. تضخم البروستات
    5. إرتفاع الضغط الدموي
    6. جلطات الدماغ والشلل ( السكتة الدماغية ) 
    7.الأصابة بداء السكري ومضاعفاته كالغنغرينا والعمى
    8. الأمراض المفصلية ( تأكل المفصل , الأصابة بداء النقرس )
    9.أمراض القلب والأوعية الدموية, جلطات القلب وأحياناً الموت المفاجئ ( السكتة القلبية )
  10. حصوات المرارة وإرتفاع نسبة الكولسترول في الدم وأمراض الكبد
  11.مشكلات التنفس : هناك أخطار غير مباشرة على الجهاز التنفسي تتجلى بأن السمنة تؤدي إلى قلة إمتلاء الرئتين  بالهواء وبالتالي النقص بالتزود بالأوكسجين وما يتبعه من صعوبات بالتنفس
  12 .الفشل الكلوي و إحتمال حدوثه  عند المصابين بالبدانة المفرطة عدة مرات أكثركما أكدت بحوث الأستاذ في كلية طب جامعة كليفورنيا البرفسور تشي يوان
  13 .إضطراب الدورة الشهرية , تسمم الحمل , الصعوبات أثناء الولادة , أحتمال حدوث النزيف بعد الولادة,تكييس المبايض وغيرها من الممكن أن تواجه الأناث البدينات
   14 الأصابة بأنواع مختلفة من السرطانات .

 إن الوقاية من الاصابة بداء السمنة  مسؤلية الفرد أولا ً وأخيرا ً وتخفيف الوزن و الرشاقة  الحل الأمثل  ولتحقيق ذلك توجدعدة وسائل من أهمها تعديل السلوك الغذائي اليومي بطبيعة ونوعية وأوقات وعادات الطعام  وليس الجوع الذي يحرم الجسم الكثير من العناصر الغذائية اللازمة للفعاليات  الحيوية فيضعف مقاومته ويسبب له الكثير من الأمراض , لذا فإتباع نظام غذائي يحوي الفواكة والخضروات والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون  , أي بمعنى وجبات خفيفة منوعة ومتعددة منخفظة السعرات الحرارية والأبتداء دوما ً بأكل سلاطة الخضروات لكبح الشهية , كل ما تقدم  يعد أول تلك الوسائل وخطوة هامة وحيوية لتفادي زيادة الوزن والوقاية من أمراض كثيرة ذات خطورة حياتية . وتشكل ممارسة الرياضة والنشاطات اليومية الوسيلة الثانية ذات الأهمية أيضا ًفي محاربة وعلاج البدانة , فالحقيقة تقول إن الأنسان النشيط لا يتعرض للبدانة مطلقا ً , وقد أثبت الدكتورروبرت أيكل عضو جمعية القلب  الامريكية من خلال بحوثه الطبية  أن البدناء يفقدون قرابة العشر سنوات من أعمارهم مقارنةًً ً بأقرانهم الرشيقين  , كما  وينصح أيكل البدناء بخفض أوزانهم بمعدل  نصف كيلوغرام  إسبوعيا عن طريق خفض 500 سعرة حرارية يوميا ً بممارسة الرياضة اليومية فقط وصولا ًللياقة البدنية والوزن المثالي بالتخلص من الدهون الزائدة . 

 خلاصة القول إن بتعديل السلوك الغذائي وزيادة النشاط  اليومي يمكننا وبكل تأكيد التخلص من السمنة إن لم تك هناك أسباب أخرى لها تتطلب التداخل الطبي بالأدوية الخاصة أو الجراحة ويسرني القول أن العلماء بصدد التوصل إلى إنتاج لقاح طبيعي ضد السمنة مستخلص من هرمون أولي في معدة الأنسان يلعب دورا ً هاما ً في توازن الطاقة داخل الجسم .

ختاما ًيجب التنويه والتركيز على ظاهرة إنتشار بدانة الأطفال حول العالم لمعدلات تنذر بالخطر وتشكل مشاكل صحية غاية في الأهمية وهنا يبرز دور الوالدين في الوقاية منها مبكراً , و حقيقة مهمة لا بد من معرفتها وهي أن بدانة الأطفال تبدء من الثلث الأخير للحمل وللرضاعة الطبيعية إستراتيجيتها الفعالة . تأكد من خلال البحوث والأحصائيات أن الأطفال البدناء أكثر عرضة لمشاكل التنفس وإضطراب النوم والأصابة بارتفاع الضغط الدموي وداء السكري إضافة للامراض النفسية . 
   

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية.
ملاحظة  : ماورد أعلاه لا يغني بتاتا ً عن إستشارة الطبيب  الأختصاصي
للاستشارة الطبية العامة يرجى الأتصال بالدكتور سالم الخفاف وعلى الهاتف الموبايل
0046736934363 أو عبر الفاكس رقم 004649214029