مذكرة احتجاج ضد تصريحات الملك عبد الله يرفعها العراقيون في الدنمارك

بسم الله الرحمن الرحيم
واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة * صدق الله العظيم


نحن العراقيين المقيمين في الدنمارك نعلن عن تأثرنا وتأسفنا العميق للتصريحات التي اطلقها أخيرا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني حول ما أسماه بالخطر الشيعي في العراق والمنطقة على بعض البلدان العربية والخليجية وعلى المصالح الامريكية وأمن اسرائيل , ونعتبر ذلك تدخلا واضحا في الشؤون الداخلية للشعب العراقي ولاسيما في قضية الانتخابات الحساسة والمصيرية في العراق , واعتداءا صارخا على الغالبية السكانية للشعب العراقي .
ونحن في الوقت الذي نرفض فيه مثل هذه التصريحات ونطالب ملك الاردن بالتراجع عنها , حرصا على العلاقات التاريخية بين البلدين الجارين , وتلافيا للاضرار المستقبلية المترتبة على هذا النمط من التصريحات التي من شانها ان تخلف آثارا سلبية كبيرة بين الشعبين العراقي والاردني وتضر ضررا بالغا بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية والامنية والسياسية المتبادلة بين البلدين , نثبت النقاط التالية :
1- ان الشعب العراقي بكل اطيافه يمر بمحنة عصيبة تستدعي من كل الشعوب العربية والاسلامية ولاسيما قياداتهم السياسية ان تمد يد العون الى هذا الشعب الممتحن كي يستطيع تجاوز محنته , محافظا على وحدته وسيادته وكرامته , ومحققا للمجتمع المدني الحضاري المتطور الذي يحفظ حقوق الجميع بلا استثناء , وبناء على ذلك فان أي تصريحات مثيرة تسبب تفاقما للازمة الداخلية وتعتبر بمثابة صب الوقود على النار , بدلا من اطفائها .
2- ان هذه التصريحات امضت ولو بشكل غير مباشر الممارسات الارهابية البشعة التي تمارسها قوى الظلام المدعومة من الخارج بحق الشعب العراقي عامة والشيعة خاصة , وتعطي الضوء الاخضر للارهابي المجرم الاردني ابو مصعب الزرقاوي والقوى المتحالفة معه للانتقام من شيعة العراق واضعاف حضورهم السياسي في صناعة مستقبل العراق , وربما اقصاؤهم بشكل نهائي , وما الجريمتان الاخيرتان في قتل الابرياء في مدينتي كربلاء والنجف المقدستين الا شاهد على مانقول .
3- اننا نعتبر هذه التصريحات تأليبا خطيرا لدول الجوار والعالم على الشيعة في العراق والمنطقة , ونحمل مطلقي هذه التصريحات أي مضاعفات خطيرة تنتج عنها , وتسبب اضرارا للشيعة في بلدانهم او خارجها .
4- ان هذه التصريحات هي بمثابة تدخل خطير ومباشر في شؤون دولة ثانية , وتشكل سابقة خطيرة تفسح المجال للجميع ان يعطوا لانفسهم الحق في التدخل في شؤون الاخرين , وعليه فان ابناء العراق يحتفظون لانفسهم بحق التدخل في شؤون الاردن وسياساته واوضاعه الداخلية , من باب الرد بالمثل .
5- ان الشعب العراقي يرفض كل انواع التدخل لدول الجوار في اوضاعه الداخلية سواء كانت ايران ام الاردن ام سوريا ام دول الخليج وغيرها , ويصمم على الحفاظ على وحدته الداخلية واستقلال قراره وبناء مستقبله السياسي والاجتماعي والاقتصادي بعيدا عن كل التاثيرات من دول الجوار والعالم , ويمد يد الاخوة والمحبة الى كل الشعوب العربية والاسلامية لتجديد ميثاق الاخوة والتآزر والنصرة لبناء منطقة امنة تحفظ مصالح الجميع دون استثناء , في نفس الوقت الذي نمد ايدينا الى كل دول العالم المتحضر لبناء اواصر وثيقة تحفظ مصالحنا جميعا في ظل مجتمع انساني متلاحم , بعيدا عن الارهاب والعدوان والتآمر على الاخرين .

ابناء الجالية العراقية المقيمين في الدنمارك
20 / 12 / 2004