مؤسـسة الأرشيف العراقي في الدنمارك تشعل شمعتها السابعة

 

دأبت مؤسـسة الأرشيف العراقي في الدنمارك وهي تدخل عامها السابع ، كمؤسـسة إعلامية ـ ثقافية عراقية وهي الأولى في الدول الإسكندنافية ، ودول الشمال الأوربي ، قدمنا من خلال الفترة المنصرمة كل ما استطعنا من مجهود لخدمة العراق وشعبه في الداخل والجالية العراقية التي تقطن الدنمارك بشكل خاص ، وكنا حريصين كل الحرص على بذل قصارى جهودنا من أجل أن نوفر المعلومة والخبر الرصين والحيادي التام ، ولاسيما أن المؤسـسة أخذت على عاتقها تحمل هذه المسؤولية وهي ليست بالهينة من أجل خلق وعي جديد وإعلام مبني على أسـس رصينة ، لبناء إعلام وثقافة عراقية جديدة منفتحة وحضارية ، تختلف عما ينتجه الآخرون ونعني التابعة للأنظمة الاستبدادية .  وهنا نود ان نذكر بعض الوقفات السريعة التي لابد للقارئ العزيز معرفتها :

لماذا الأرشــيف ؟؟

الفكرة : منذ البداية كان يراودنا حلم بتحقيق مركز إعلامي عراقي في الدنمارك ، لعلمنا أن الإعلام العراقي المناهض للنظام البائد كان ضعيفا ، ومن خلال ذلك اردنا ان نظهر مظلومية شعبنا العراقي لكل محفل بعد الغزو الإعلام العروبي وانحيازه لدكتاتور العراق ، ومحاولته تضليل المجتمعات ، وبنفس الوقت أردنا ان تكون هنالك مرجعية إعلامية عراقية في الدنمارك بشكل خاص وفي الدول الاسكندنافية بشكل عام ، ذلك لعدم وجود مثل هذه المؤسسات في هذه الدول ، وبذات الوقت الحاجة الماسة للجالية العراقية التي اصبحت كبيرة هنا لمؤسسة توثيقية إعلامية تكون بمثابة المرجعية الإعلامية التي يعود اليها العراقيون وغيرهم ممن يريدون التعرف أكثر على الواقع العراقي العام . ولهذا جاءت فكرة الأرشيف لتكون مرجعية إعلامية عراقية ولا سيما هنا في الدنمارك .

 

التأسيس :  تأسس الأرشيف العراقي في الدنمارك في صيف العام 1999 ، وكانت النخبة المؤسسة لهذا الأرشيف هي من الشباب العراقي الذي يقيم هنا في الدنمارك ، وقد تمكنا من الحصول على المكان المناسب ، الذي يقع جنوب العاصمة الدنماركية وبالتحديد في جزيرة ( آما Amager ) . وبدأنا نجمع بعض الوثائق التي تهم العراق وكل ما يتصل بالعراق ماضيه وحاضره ، سياسيا وإقتصاديا وثقافيا ، وحضاريا ً . ولم يقتصر ذلك على جمع الوثائق ورصد الاخبار ، بل الانشطة التي كان يقوم بها الأعضاء ، وكان باكورة تلك الاعمال ان استطاع الارشيف ان يقدم برنامجا وثائقيا ً عن سكان الاهوار في جنوب العراق ومعاناتهم وما لحقهم من أذى نتيجة إرهاب النظام المجرم السابق ، وهذا البرنامج عرض من على شاشة القناة الأولى DR1 في التلفزيون الدنماركي وكان ذلك في صيف ذلك العام نفسه .

ولكن بعد التحول العالمي نحو التكنلوجيا الحديثة ، وظهور عالم الإنترنت ، واصبحت المعلومة ميّسرة وبشكل سهل لكل من يريد أن يحصل عليها ، كان لابد من تأسيس موقع تابع للأرشيف ينهض بمهمة أخرى تقف جنبا ً الى جنب مع الأرشيف كواجهة إعلامية أخرى تتناسب ومتطلبات المرحلة والسير قدما للتماشي مع هذا الواقع الجديد . فتأسس موقعنا على شبكة الإنترنت بعد أشهر قليلة  من تأسيس الأرشيف ، لاشك ان الموقع كان بسيطا بادئ الامر ولكنه سرعان ما تطور نتيجة ما نوفره من معلومات تخص العراق والجالية العراقية المقيمة في الدنمارك وكذلك الانشطة التي كان يقوم بها الأرشيف .

 

الموقـع :  اليوم نستطيع القول ، أن الموقع هو الأرشيف ، والأرشيف هو الموقع ، وبصراحة أكبر نقول اننا ابتعدنا كثيرا ً عن الأرشيف الفعلي وأصبح إهتمامنا اكبر وأكثر من ذي قبل بالموقع ، وأصبحت كل نشاطاتنا وما يدور في فلك العراق والعراقيين وما يرتبط بالشأن العراقي هنا بالدنمارك نغطيها عبر الموقع ، هذا من جهة ، من جهة أخرى أصبح الموقع ونتيجة لانتشار عالم الانترنت كما أسلفنا ، أصبح موقعنا هو المصدر الوحيد الذي يتلقى منه العراقي وخصوصا في الدنمارك أخباره ومعلوماته ، فقد أتسع الموقع أكثر مما نتوقع ، وزادت نشاطاته وأبوابه ، وأخذنا نرصد كل خبر او تقرير يخص العراق والعراقيين في الدنمارك وما ينشر في الصحف والإعلام الدنماركي عن العراق ، نقوم بترجمته ، ونشره على الفور في الموقع ، فقد كنا نتابع ونرصد كل ما ينتج عن الدنمارك فيما يخص الشأن العراقي العام ، او فيما يخص العراقيين الذين يقيمون في هذا البلد ، أول بأول  .  ونتيجة تسارع وتفاعل أحداث العراق ، فقد كان العراق حاضرا في الدنمارك سواء على الصعيد السياسي او الإعلامي أو غيره . نستطيع القول إننا كنا وما زلنا المرجعية الإعلامية العراقية الوحيدة التي كانت تغطي أخبار العراق والعراقيين في الدنمارك . ولهذا فقد أصبحت مهمتنا كبيرة جدا وتحتاج الى وقت أكبر ، ونظرا لانشغال غالبية الاعضاء في أعمالهم الحرة أو الدراسة ، ولكن لم يمنعنا ذلك من مواصلة هذه المهمة التي هي ليست بالسهلة أبدا . فلقد قدمنا كل ما نستطيع من جهد ووفرنا المعلومة والخدمة لكل العراقيين من خلال ما ننشره ونترجمه عن الصحافة الدنماركية سواء كانت المرئية او المقروءة او المسموعة ، ومن خلال ما نقوم به من نشاطات نحو إظهار القضية العراقية ومعاناة شعبنا في الداخل وإبرازها على السطح ، فلقد أقام الأرشيف علاقات جيدة ومتينة مع سياسيين دنماركيين وأحزاب ، وكذلك أصبحت تربطنا علاقات مبنية على أساس الثقة مع أغلب الصحافة والإعلام الدنماركي ، إضافة الى ذلك كانت الصحافة الدنماركية تنقل عنا بعض الاخبار والانشطة التي كنا ننشرها من على موقعنا . حتى ان الإعلام الدنماركي بكل أشكاله كان يتصل بالأرشيف مع بروز أي حدث عراقي سواء في داخل العراق او في الدنمارك ، ولهذا فقد تم مقابلة أعضاء الأرشيف عشرات المرات ، وتمت مقابلاتهم وطرح آرائهم عبر شاشات التلفزيون او في الصحف او عبر الراديو ، وطرحوا وجهات نظرهم في قضايا عدة تتصل بالشأن العراقي ، او العراقي المرتبط بالدنمارك .

إضافة الى ذلك أن لدينا موقع باللغة الدنماركية يهتم أيضا بالجانب الذي ذكرناه وهو الموقع الوحيد باللغة الدنماركية الذي يختص بالشأن العراقي هنا في الدنمارك ( www.hadi.dk ) . مع ذلك فـقد أضفنا بابا ً خاصا ً باللغة الدنماركية في موقعنا باللغة العربية . وان هذين الموقعين يقوم بتحريرهما ثلاث زملاء ، يقومون بجهد جبار وعظيم ، إضافة الى أنهم أنفسهم من يقع على عاتقهم متابعة الأخبار في الدنمارك وترجمتها الى العربية ، ونعتقد أنها مهمة لا يمكن ان يقوم بها أشخاص كهؤلاء ، لديهما الكثير من المهام الأخرى كالعمل والشؤون الخاصة من عائلة وارتباطات أخرى .

 

الدعـم : مؤسـسة الأرشيف العراقي في الدنمارك هي مؤسـسة مستقلة لا تنتمي الى أي مرجعية حكومة او دينية أو إعلامية ، وهي غير مرتبطة بأي جهة سياسية أو حكومية أو حزبية أو ما شابه ، فهي لا تتلقى أي دعم مالي من جهة ، بل تعتمد تغطية مصاريفها على ما يدفعه الأعضاء لدفع التكاليف الكبيرة للموقعين ، إضافة الى استخدام شبكة الإنترنت ، وبعض الصرفيات لشراء أجهزة ومعدات نحتاجها في عملنا على الشبكة . ناهيك عن الوقت والجهد المبذول من قبل المحررين للموقعين ، وهو بطبيعة الحال ليس بالهين . فأننا لم نتلقى أي دعم مالي او عيني او ما شابه سوى تبرع من الاستاذ الحاج ( ابو حيدر المعلم ) المقيم في الدنمارك تبرع لنا مشكورا بمبلغ وقدره ( 500 ) خمسمائة كرون دنماركي فقط ، أي ما يعادل ثمانون دولارا ً ، وكان ذلك في بداية تأسيس الأرشيف . عدى ذلك كنا نحن الأعضاء من يمول  كل صرفيات ونفقات المؤسـسة . حتى أنكم تجدون هنالك بعض الإعلانات التجارية الموجودة في الموقع وحتى هذه كانت وبشكل مجاني ويعلم اصحابها ذلك جيدا . وحتى الدعايات للحملة الإنتخابية التي خاضتها الأحزاب والتكتلات العراقية في الانتخابات الأخيرة والتي نشرناها وبشكل مكثف في موقعنا  كانت وبشكل مجاني وهي ما نعتبره دعما ً ومبادرة منا لأول ممارسة ديموقراطية يشهدها العراق ،  لكننا وبفضل ان غالبية الأعضاء لديهم أعمال حرة وهم من تكفلوا وتعهدوا بدفع تلك النفقات والتكاليف .

الخدمات :  لم يقتصر نشاط المؤسسة على الدور الاعلامي والثقافي فحسب ، بل ساهم مساهمة كبيرة في جمع الكثير من التبرعات المالية وارسالها الى المحتاجين اليها في العراق ولا سيما في مناطق أهوار الجنوب ، سواء قبل سقوط النظام او بعده ، فقد ولد من رحم مؤسسة الأرشيف العراقي في الدنمارك جمعية خيرية اسمها ( أوروك ) ( www.uruk.dk ) تأسست بعد زوال سلطة البعث في العراق  قامت بمهمة انسانية بحتة وهي جمع الادوية والأجهزة الطبية والتبرعات وتم إرسالها الى بعض المستشفيات والمستوصفات الطبية في داخل العراق ، وبشكل مجاني ، وتم تسليمها بأيدي أمينة الى محتاجيها في العراق ولا سيما في المناطق الجنوبية . وهذه الجمعية مسجلة وبشكل رسمي وقانوني لدى السلطات الدنماركية ، ولديها مستشار مالي خاص .

أما الخدمات التي وفرها الموقع للجالية العراقية في الدنمارك فهي كثيرة جدا امتدت الى ما يقرب من ست سنوات ، وبما ان الكثير من العراقيين قد لا يجيدون التحدث او القراءة باللغة الدنماركية بشكل جيد فقد قمنا بنقل  الاخبار عن الصحف الدنماركية وترجمتها الى العربية وكذلك كل ما يتصل من اخبار تتعلق بالعراقيين ونشاطاتهم في الدنمارك . وكنا ننشر كل نشاط او حركة ثقافية أو سياسية أو أمسية عراقية في الموقع ، لأننا نؤمن بأن الموقع للجميع ولخدمة الجميع ، ولهذا نقول ان الموقع اصبح هو المرجعية الاعلامية والثقافية العراقية الوحيدة في الدنمارك التي تهتم بالشأن العراقي وتتابع نشاطه وحركته . حتى قيل عنه أنه الذاكرة العراقية .

ونستطيع القول ان موقع مؤسسة الأرشيف العراقي في الدنمارك ساهم مساهمة كبيرة وفعالة في إنجاح الانتخابات العراقية التي جرت في الدنمارك من خلال أمور مهمة جدا وفرناها للفرد العراقي المقيم في الدنمارك ، وذلك بتوفيرنا كل المعلومات والتفاصيل التي تخص الانتخابات ، وذلك عن مكان الاقتراع وكيفية الوصول اليه ، وتابعنا كل النشاطات ماقبل واثناء وما بعد الانتخابات وكان لمؤسسة الأرشيف متابعة يومية لمجريات الانتخابات ، وكان أحد أعضائها مراقبا لسير العملية الديمقراطية .

إضافة الى كل ما قلناه فكان موقعنا يتلقى يوميا الكثير من الرسائل ممن يودون الاستفسار أو السؤال عن أمر يخص الشأن العراقي في الدنمارك فكنا نقدم النصيحة والمشورة والخدمة لكل من يطلب منا ذلك حتى ان بعض الاخوة كانوا يطلبون أو يستفسرون عن أمور خارج عن اختصاص المؤسـسة وكنا لا نبخل ابدا في إرشادهم والقيام بتوفير المشورة والنصح لهم .

وبما أن الموقع لكل العراقيين ولخدمة الجميع فأننا نعتبر ان الموقع ليس حكرا على احد ، ولهذا فليس لدينا حقوق نشر أو اقتباس نحضرها على الآخرين ونمنعهم من استخدامها ، وكل ما موجود هو ما نعتبره ملكا عامّـا ً ، فلم نمنع ونحضر على احد من أن  يقتبس من موقعينا ( العربي والدنماركي )  أو ينشر عنا ، كما تفعل بقية المواقع والمؤسسات بانها تشترط حقوق النشر لها وتمنعها على الآخرين ، ولكننا نطلب فقط الإشارة إلى المصدر بأن ما اقتبس أو نشر هو يعود للأرشيف وهذا ما حددته أخلاقيات المهنة .

 

خاتمـة : من السهل ان تبدأ مشروعا ً ، ومن السهل أن تبني مؤسسة ، ومن السهل أيضا أن تنشأ موقعا ً ، ولكن ليس من السهل ان تستمر ويستمر نجاحك وتكسب ثقة الآخريــــن .

مع كل الحـب

مؤسـسة الأرشيف العراقي في الدنمارك

www.iraker.dk

www.hadi.dk

2005/7/1