أنشودة أنا حرة

نشيد عذب نحو الحرية تطلقها حنجرة لندا جورج

حازم

بعد ان قدم لي المخرج دالي شريط فديو اغنية لندا جورج أنا حرة وبعد سماعها ومشاهدتها أحسست انني احد المشتركين في العمل الفني ومن ثم تجرأت على كتابة الجملتان أعلاه والجمل التالية

ان المطربة لندا جورج وجهت رسالة الى الشعب العراقي والى العالم أجمع عن الحرية ونحوها قدمت اغنية عن العراق تفوقت فيها على الغناء العراقي وانتصرت اليه في حين تمكن العمل في محاولة لطيفة من استبعاد الجمل اللحنية الحزينة الممثلة لخاصية اللحن العراقي ذا الطابع الحزين وسنرى ذلك واضحا سواء بطريقة اداء المطربة او باختيار جمل موسيقية خالية من الايقاع العراقي المشدود الى الحزن او حتى باختيار مخرج الفيديو كليب للالوان والتوافق ما بين الامل المبثوث في الكلام والجمل اللحنية ومابين الملابس البيضاء التي ارتدتها المطربة والالوان الواضحة بل شديدة الوضوح في الفيديو كليب والانتقالات السريعة مستخدما تارة اضاءة طبيعية وانارة كهربائية وتارة اخرى بريق الوان واشعاعات كمبيوترية بطريقة مدروسة تناسبت الى حد كبير مع بريق الصوت المنادي بانا حرة

رغم ان جملة انا حرة وجملة ارض بلادي راح تبقى حرة تتردد بأسلوب لحني حزين لكنه اميل الى الحزن التعبيري كما ان اللحن والموسيقى المختارة اضافت مرونة كبيرة لقيمة الحزن الزائدة عن الحاجة لتتجسد في عذوبة صوتية انه صوت لندا جورج طبعا لا يحتاج الى تعريف بامكاننا ان نحسه في كل كلمة وهو يحرك الجمل الموسيقية ويثبتها في قالبها الخالص

يمكننا القول ان الاغنية اشاعت جوا يتقارب مع الحزن ولكنه شئ اخر ليس له علاقة بالحزن رغم ان الجمل الموسيقية تتصاعد بمرونة لتصل منطقة تشابه الحزن لكن ثمة امل يبث بقوة اشد من خلال كلمة حرة المرتبطة بالمرأة و عن المرأة في أنا حرة مرة و مرة اخرى أرض بلادي راح تبقى حرة والجملة الموسيقية في هذا المقطع معبرة عن الانا الحرة تماما والدليل على ذلك بامكانك ان تشترك في ترديد هذا المقطع وتصفق معه ومن ثم ترقص معه واخيرا انا حرة وراح ابقى حرة وارض بلادي راح تبقى حرة

والسؤال هل سيتخلص الشعب العراقي من الحزن المرتبط تاريخيا بميزته

هل ان شعب حزين لدرجة ان البكاء والظاهرة عامة في تكونها وتغلغلها في ثنايا النسيج الشعبي والمرتبطة بالكامل بأجساد يستحق البكاء عليها وتستحق ان تعيش مع الحرية كونها ليست مطلبا بل هي طبيعة مرتبطة بالانسان كونه ولد حرا وله ان يعيش حرا

اعجبت بلندا جورج مرة اخرى المرة الاولى حين سماعي اغنية امتي امة عظيمة رغم عدم معرفتي باللغة السريانية استمتعت كثيرا باللحن وبالكلام المترجم الى الانكليزية والمرة الثانية وانا استمع انا حرة وفي كلا الاغنيتين الثيمة الرئيسية الامة او الوطن الاولى عن الامة بكاملها والثانية عن الوطن بكامله لكن الثانية تبحث عن معنى للحرية مرتبط بان يصبح لي وللجميع بوطني عنوان وكأنما الحرية تعني تماما ملكية الانسان الحر للحرية من حيث تحققها في الوطن أولا

نشيد يصح ان يردد من قبل الجميع ومن الافضل بصوت نسائي خالص اي ان يجمع اكبر عدد من النساء لتأدية و ترديد هذا المقطع وما تلاه

أنا حرة وراح ابقى حرة

وأرض بلادي ح تعيش حرة

لقد طارت لندا جورج مع عصافير الصباح وزقزقت معها وثأرت الينا جميعا باسم الحرية ثأرت الى هذا النسيج النازك في هذا الوضع النازك ثأرت للعراقيين جميعا عربا واكرادا وتركمانا واشوريين وبابليين مسلمون ومسيحيون وصابئة ويزيديون واكثريات واقليات ثأرت الى عشتار

والى كاتب هذه الكلمات وهو يشحذ افكاره في الساعة الرابعة صباحا

من حازم

hazim9@msn.com