ليلة بغدادية في كوبنهاكن

بدعوة من جمعية الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك احيا عازف السنطور المعروف اكرم العراقي امسية بغدادية رائعة  , في العاصمة كوبنهاكن , وذلك في مساء الحادي والعشرين من هذا الشهر . وقد شارك في الامسية ايضا الفنان علي الوكيل في العزف على الة العود .

بدات الامسية بكلمة قدمها الرفيق داود امين جاء فيها (  ربما تبدو المفارقة مؤلمة  , عندما نتذكر ان العود والقيثارة والسنطور  وغيرها من امهات الالات التي انحدرت منها معظم الالات الموسيقية الحديثة  , قد جاءت من العراق , وان الموسيقى والعزف كانا طقسا دينيا واجتماعيا في حياة العراقيين القدماء  الذين عاشوا في تلك الارض وشيدوا فيها حضارات مشرقة لا تزال اثارها باقية , رغم الزمن وتقلباته .

المفارقة المؤلمة ان تلك الارض التي كان هواءها عبقا بالموسيقى المنسابة من زقورة اور ومن  بين انامل كاهنات معابد بابل واشور .

المفارقة المؤلمة ان تلك الارض تعطش الان لشلالات النغم التي كانت تمطر بهجة وفرحا وتهذيبا للروح وترقية للجمال .

المفارقة المؤلمة ان تغيب الموسيقى الان عن تلك الارض وان تهمش وان يضطهد مبدعوها ويحاربوا , وان تسود الطقوس الدخيلة التي تحاول اعادتنا لعهود همجية لا علاقة لها بسكان تلك الارض ولا بتاريخهم ولا بتلك الحضارات  والمدن التي شيدوها .)

ثم اضاف في كلمته واصفا الفنان اكرم العراقي ( بانه احد رسل حضارتنا الغابرة , لانه ولد في نفس الارض , وتنفس نفس الهواء  العبق بتلك الموسيقى , لذلك تعمد ان ينبش في التاريخ ويبحث في الجذور . محققا التوازن لروحه المضطربة باهتدائه لالة السنطور , تلك الالة العراقية العجيبة , بسحر انغامها  وبما تتركه في الروح والنفس من متعة واسترخاء وشفافية .)

ثم قدم الفنان اكرم العراقي مجموعة من الالحان العراقية التراثية وعددا من الالحان العربية لام كلثوم وفريد الاطرش وفيروز .

وبعد استراحة قصيرة كان دور الفنان علي الوكيل الذي قرا قصيدة شعبية قبل ان يعزف مجموعة من الالحان العراقية على عوده الجميل .

وبعد الاستراحة الثانية عاد الفنان اكرم العراقي وسنطوره مجددا ليقدم وصلة ثانية من الالحان العراقية والعربية وان يتحدث قليلا عن الة السنطور معرفا جمهور الحاضرين بقيمتها وتاريخها .

هذا وكانت خلفية المشهد لوحة ترائية معبرة امتدت  بين الناركيلة ودلال القهوة والمهفات  والفوانيس ولوحات تشكيلية تراثية  فاضفت على المشهد طابعه الفلكلوري المميز . كما ساهم جمهور الحاضرين بمرافقة العزف بالغناء , فالاغاني شائعة ومعروفة . وقد استمرت الامسية لاكثر من ساعتين .

 منظمة الحزب الشيوعي في الدنمارك