حفاوة عراقية بمنعم الفقير

 

وزارة الثقافة تحتفي بالشاعر منعم  الفقير

 

برعاية السيد نوري الراوي وزير الثقافة العراقية، أقامت وزارة الثقافة احتفالية تكريمية للشاعر العراقي

 منعم الفقير في قاعة الجواهري في مبنى الوزارة. افتتح الحفل بلوحة تعبيرية قدمها عدد من الأطفال، أبنوا بها أقرانهم الأطفال السبعة والثلاثين الذين سقطوا ضحايا هجوم إرهابي مفخخ استهدفهم في ملاعبهم في حي النعيرية ببغداد. بعد ذلك رحب المسئول الإعلامي للوزارة بالشاعر العراقي المنفي منعم الفقير، مشيداً بالدور الذي يلعبه، من خلال موقعه كرئيس لتجمع السنونو الثقافي في الدانمارك، هذا الدور يتجلى في السعي الحثيث من أجل التقارب الثقافي بين الدانمارك والعالم العربي في زمن محتدم بالصراعات وسوء الفهم وتوفير المقدمات الفكرية لحوار ثقافي متكافئ.  "إن إعطاء المنتج الثقافي فرصة ودوراً، سوف يساعد على ردم الهوّة وتجسير التفاهم، وكسر القطيعة المطروحة وحسر العنف المتخذ، كما يقول الفقير نفسه". ثم استعرض المسئول الإعلامي آثار الشاعر الأدبية التي بلغت نحو عشرين كتاباً. وحيا الفنان الموسيقي فاضل المياحي الشاعر منعم الفقير بمقطوعة موسيقية.  وقد اوجز الشاعر منعم الفقير سعادته بكلمة، أنا هنا، في بغداد التي لم اعتقد يوماً سأعود إليها، بغداد التي تعتذر عن الخراب بجمال بشرها وقيمهم، هم، لقد عززوا ذكرياتي بذكريات المحبة والتقدير. وأضاف أن الوقوف على منصة في ارض الوطن، يعني أن زمناً جميلاً طور التكوين، وذاكرة تؤسس إلى نفي الحزن وتوطين تلك الفرحات المترحلة، واستدعاء سعادة مهجرة. بعد قرأ الشاعر منعم الفقير قصائد من مختلف أعماله.  أعقبه الشاعر والناقد محمد يونس بورقة ترحيبية، حيّا فيها قصائد الشاعر الكائنة في مجموعة صمت متأخر. واختتم الحفل  بورقة نقدية تقويمية لتجربة الفقير الشعرية قدمها الناقد والشاعر علي الفواز.

 

حضر الحفل نخبة من المثقفين العراقيين من بينهم: الناقد د. فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الشاعر خزعل الماجدي، الكاتب خضير اللامي، الشاعر كاظم محمد، الفنانة شذى سالم والفنانة ازادهي صموئيل. وحضر أيضاً وكلاء الوزارة ومد راؤها العامون. وعلى صعيد متصل فقد أقام نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في صبيحة يوم الاحتفالية لقاء لمجموعة من شاعرات العراق وهن: ريم قيس كبة، فائدة آل يس، أمل البياتي، باسمة الحسيني، أطياف رشيد، فليحة حسن ورنا جعفر ياسين. وبعد الانتهاء من لقائهن، انضمت الشاعرات وبعض من الحضور إلى احتفالية الوزارة بالشاعر الفقير. حدث ذلك، بمبادرة من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الذي ساهم رئيسه بتأمين النقل.

 

مذكرة المثقفين العراقيين إلى لجنة صياغة الدستور

 

عقد السيد مفيد الجزائري عضو الجمعية الوطنية في مؤتمراً صحفياً، حضره عدد من المثقفين المساهمين في صياغة مذكرة المثقفين التي تم رفعها إلى لجنة صياغة الدستور، وقد كان إلى جانب السيد الجزائري على منصة إتحاد الأدباء الشاعر والصحفي جمعة الحلفي والكاتب طه شبيب، كما تمت استضافة الشاعر منعم الفقير المقيم في الدانمارك. وقد أعلن السيد الجزائري عن تقديم تصورات مئات من المثقفين العراقيين حول الدستور الدائم في مذكرة قدمت إلى لجنة صياغة الدستور، وأفاد أن بعض المقترحات الواردة في المذكرة قد تم تداولها والاستشهاد بها خلال مناقشات لجنة صياغة الدستور لعدد من البنود. وأكد السيد الجزائري أن المثقفين لم ينتظروا حتي يتصل أحد ليستطلع رأيهم كما كان يجري في أغلب الأحيان، بل بادروا هم إلى صياغة تصوراتهم بشكل ملموس وذهبوا إلى الجهات أو الجهة المعنية طالبين مناقشتها. وتوقف السيد الجزائري عند ظاهرة، أن المبادرة ترافقت مع أشكال أخرى لتحرك المثقفين، تعكس رغبة المثقفين وسعيهم ضد استبعادهم وتهميشهم في العملية السياسية الجارية وفي صياغة صورة العراق الجديد.

تتضمن المذكرة مقدمة عامة تبين أهمية الدستور في حياة البلاد، وضرورة إشراك كافة مكونات المجتمع في مناقشة الدستور وصياغة مفرداته، وبالتالي دوافع اهتمام المثقفين بهذه العملية، وصياغة تصوراتهم على شكل مفردات ملموسة توزعت على بابين، الأول منهما يعنى باهتمام المثقفين بوصفهم مواطنين معنيين بالوجهة العامة لتطور البلاد، مثل تعريف الدولة والفيدرالية وعلاقة الدين بالدولة وتداول السلطة وغير ذلك من المبادئ العامة، فيما عني الباب الثاني بالثقافة وأسباب ضمان حرية الفكر ونشر المعرفة والعناية بالموروث الثقافي وحماية الملكية الفكرية والثقافية وفصل الإعلام عن الدولة وضمان استقلاله.

وقد بلغ عدد الموقعين على المذكرة 500 مثقفاً. واقرّ الجزائري بوجود صعوبات على صعيد على الاتصال بجميع المثقفين لاستطلاع آرائهم والحصول على تواقيعهم نظراً لضيق الوقت من جهة وصعوبة الاتصال بهم من جهة أخرى،  فقد كان من المقرر أن يصل عدد المثقفين الموقعين على المذكرة إلى الألف.     

 

جمعية لحماية الموروث ودعم الإنتاج الثقافي

 

على صعيد آخر دعا السيد مفيد الجزائري مسئول الثقافة والإعلام في الجمعية الوطنية وزير الثقافة الأسبق الشاعر منعم الفقير إلى حضور جانب من المناقشات حول الجمعية التي يسعى مع شخصيات عراقية إلى  تأسيسها وقد أطلق عليها "الجمعية العراقية لدعم الثقافة. تؤسس الجمعية هذه إلى  تكوين وعي جماهيري بأهمية الموروث بأشكاله المختلفة وتكوين رأي مؤثر يصدده. ومن أهدافها الأخرى العمل على استعادة الكنوز العراقية من المأثورات الثقافية والفنية والآثار واللقى والكتب والمخطوطات التي فقدت وهرب بعضها إلى خارج العراق، والعمل على حماية الموروث الثقافي مثل المباني والبيوت التراثية. وتعمل أيضاً على توفير ظروف أفضل للنشاط والإنتاج الثقافيين وكذلك التعريف بنتاجات المبدعين والمفكرين. وتطمح الجمعية إلى تأسيس صندوق لدعم الإنتاج الثقافي. وتتألف الهيئة التأسيسية من الشخصيات التالية: الكاتبة لطفية الدليمي، الناقد نزار الراوي، المعماري هشام المدفعي، السينمائي قاسم عبد، السياسي نصير الجادرجي ، الإعلامي مؤيد الحيدري، المعمارية ميسون الدملوجي، الفنان التشكيلي مؤيد نعمة، المخرج عقيل مهدي، الكاتب والسياسي جلال الماشطة، رجل الأعمال عزيز الجصاني، الأكاديمي ضياء نافع، الفنانة التشكيلية هناء مال الله، الكاتب والسياسي قيس العزاوي والإعلامي سرمد الطائي. وقد وجه السيد مفيد الجزائري نداء دعا فيه الأكاديميين، المفكرين، المبدعين، رجال الأعمال والمثقفين إلى الانخراط في الجمعية وعنوانها البريدي

niz1970@yahoo.com

   

 بيت الشعر العراقي يكرم الشاعر منعم الفقير

 

أقام بيت الشعر العراقي حفلاً تكريمياً للشاعر منعم الفقير في قاعة الدروبي في حي الكرادة، وقد دعا نخبة من الشعراء والفنانين  لحضور الحفل. افتتح الشاعر حسن عبد راضي الحفل بكلمة رحب بها بالشاعر منعم الفقير واستعرض سيرته الأدبية، وعبر عن اعتزاز بيت الشعر العراقي بالشاعر الفقير الذي توحي سيرته بدأبه على مواصلة تجربته ولعب دوراً مميزاً في الحياة الثقافية، رغم صعوبات المنفى وظروفه المتباينة. كما تطرق إلى أهداف بيت الشعر العراقي المتلخصة بالسعي لتوفير أفضل الظروف للشعراء من ناحيتي النشر والإبداع. وقال أن تفاقم الوضع الأمني يخلق صعوبات أمام عملهم لكنه في الوقت نفسه يحفّز فيهم روح التحدي لمواصلة الحياة في ارقي حالات إبداعها.

ثم أعطى الشاعر محمد علي الخفاجي رئيس بيت الشعر العراقي باقة ورد ومنح شهادة تقدير للشاعر منعم الفقير. وقد قام أثناء حفل التكريم الفنان عدنان عباس برسم بوتريه زيتي للشاعر منعم الفقير هدية منه.

وأعلن الشاعر حسن عبد راضي عن عزم بيت الشعر على القيام بترجمة قصائد الشاعر الفقير إلى الانكليزية وتقديمها إلى النشر.

وقد شهد الحفل انقطاع التيار الكهربائي، فيما يزداد الجو حرارة بلغت نحو الخمسين درجة، مما دفع الكاتبة سافرة جميل حافط المسئولة عن القاعة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لعلها تفلح في تأمين الهواء الطلق الأبرد إلى الحضور، فاشترت على الفور مولداً كهربائياً، لكن المولود لم يشتغل، ثم انتهت إلى اقتراح طرحته على الحضور، تفضل فيه الخروج إلى الطارمة، بدلاً من الانتظار العابث لعودة الكهرباء. في الطارمة يكون الجو أقل حرارة والهواء يميل إلى الحركة، وهذا يساعد على استكمال الحفل هناك. ثم تم نقل الكراسي وكاميرات التلفزيون إلى الخارج والاستقرار في ظلال الطارمة.

 

 استهل الشاعر الفقير قراءته الشعرية بكلمة، قال فيها: أن العالم وتاريخه يأتمن العراقيين على جزء من كنوزه المودعة هنا، أمانة جغرافية، لا يجوز العبث أو الإساءة إليها بأفعال تتنافي وقيمة هذه الكنوز وتنافي مع قيم الحضارة التي تقف وراء ظهورها، إن العراق عضو في أسرة كونية، وينتظر العالم إبداعه، وأضاف إن إبداعا يومياً يمارسه الناس العاديون، يتكلل باستئناف تفاصليهم اليومية، والتصدي بالحركة والظهور للترويع المصمم من أجلهم، فهاهم يعملون ويتبضعون، يُحزنون ويسخرون، ينتجون ويضربون الأمثال، ويألفون الحكايا ويحكون آخر النكات السياسية والجنسية.

أما المثقفون العراقيون، فهم في حالة سباحة خلق ضد تيار الخراب والتدمير، لقد جعلوا من بغداد نموذج حياة يستفز الموت، فبغداد الجريح بأمكنتها، تؤسس لتاريخها، عبر كم ونوع الفعاليات الثقافية، مهرجانات شعر، مسرح أطفال، ندوات، أصبوحات شعرية ونثرية، (أصبوحة مقابل أمسية، فلأسباب أمنية، يتعذر إقامة نشاطات مسائية، فالفعاليات تقام قبل الظهر وتمتد إلى ما بعده، ولهذا أطلقوا عليها أصبوحة)  ندوات، مؤتمرات، مشاريع ولقاءات، نعم، إن ما يحدث في بغداد الآن، لم يحدث في أكثر عواصم العالم استقراراً، فخلال  زيارتي إلي بغداد التي مضى عليه ثلاثة أسابيع، قد حضرت وقرأت عن نحو عشرين فعالية، شاهدت فيلماً في بيت الفنان الكبير سامي قفطان وأعلمتني الفنانة الكبيرة بمشروع مسرحي،شباب مسرحيون أطلعوني على مشاريعهم المسرحية، معارض تشكيلية قائمة، مخطوطات شعرية ونثرية وأخرى قيد الانجاز، منظمات مجتمع مدني في حركة ناشطة، وما إلى غير ذلك، وانتهي الشاعر الفقير إلى شكر بيت الشعر على حفاوته.

ثم قدم الشاعر والناقد د. فائز الشرع دراسة عن تجربة الشاعر منعم الفقير الشعرية، وقدم كذلك الشاعر نصير فليح قراءة لمجموعة رأي العين للشاعر منعم الفقير الصادرة حديثاً في بغداد.

 

منعم الفقير شاعر الرؤيا

 

قدم الشاعر والناقد على الفواز مسئول العلاقات الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ورقة نقدية جاء فيها. ثمة ما يجعلنا نقف بترو أمام تجربة الشاعر منعم الفقير ,ليس لخصوصية هذه التجربة  في تمثل أسئلة  الوجود والاغتراب  وفي كتابة الرؤيا  أوالتشيؤ عبر انزياحاتها .. قدر ما هو انحياز لنمط من الكتابة الشعرية  الواعية في ذاتها و لقصيدته مشروعها  في أنسنة  الوجود واللغة والكون , إذ  تقارب ما هو حسي ،بالقدر  الذي تمارسه وكأنه كتابة في التجريد العقلي .. وأظن إن هذه الكتابة هي أشبه بكتابة المكتشف لذاته المر آوية والمسحور بأسرارها وعوالمها والرائي الذي يحوز على عدة العارف والحلولي , صاحب الحضور وصاحب المرآة وصاحب الرؤيا.. هذه الحيازة هي اختيار وجودي استمرأه الشاعر عبر طقوس  أناه الوجودية  إزاء عالم مغلق , عبر ايهامات جسده القديم إزاء فضاء يمنحه  حكمة التأمل وسيولة اللذة , لذا تبدو كتابته في (نص التأمل ) وكأنها محاولة في اكتشاف الأنا عبر تمظهرات الجسد في لغته وتصريحه مثلما هي محاولة في اعادة تأهيل تلك ( ألانا) إزاء  (الاغتراب ) في المكان والزمان و باتجاه عالم تطهيري خلاصي  اعترافي اكتشفه أخيرا !! فبدا بتفكيك انواته القديمة  إلى (أنا) حاضرة محمولة على حدوس وأسرار،  وايهامات ومراث وكأنه يجوس عبر هذا التفكيك إلى تلمس السر الكينوني في تحوله و الذي يحيل الأشياء إلى جوهرها  ويمنح الحضور قوة الخصب و فاعلية الرؤيا ..

في تلك الشعرية نجد منعم الفقير مغامراً حالماً،  قلقاً  مثلما هو صانع تفاصيل ومثلما هو الكاشف والرائي والمتعري .. يجد في نص (ألانا ) ونص (المرآة ) ونص (الجسد ) مداخل  ومفاتيح للكشف عن مستورات انواته القديمة على المجاز والتوافق مع القوة والفردوس وعدم اكتراث الكائن  إزاء  أسئلته وصراعه وموته .. عبر إنتاج هذا المكون الثلاثي الإشكالي بدأ الشاعر ممارسة حريته في إعادة صياغة علاقاته مع الأشياء عبر حركية الانفلات والتحقق ،، الحضور والغياب .. ألانا المكتشفة تبدو وحيدة  أمام المرآة  وهي مجذوبة إلى  لحظة اشتباك عاتية مع نصها المرآوي، ربما  هي محنة الجسد أمام اعترافه ... ما بين ألانا والمرآة والجسد حوار مقطوع ورغبات تتكثف عند أناه المركزية الوحيدة وهي تمارس الفجيعة والانكشاف على العالم وترشو الألم بالضحك في محاولة  للنزوع إلى الخلاص الكينوني ..

 

رأي العين

 

مختارات شعرية صدرت عن مطبعة جريدة الصباح، من الحجم المتوسط وتقع في مائة صفحة. تعد الكتاب الأول الذي يصدر للشاعر منعم الفقير في وطنه الأم العراق، مسقط رأسه بغداد. شاعر مضي على نفيه ربع قرن. تضمنت المجموعة رسوم داخلية، هي بعض من رسوم- لوحات استوحاها للفنان العراقي زياد جسام من قصائد الفقير، ويعدها قراءته التشكيلية للقصيدة.

وقد آثر الشاعر منعم الفقير إعادة نشر تقديم، سبق وأن نشر في كتاب "أخيراً" للشاعر منعم الفقير الذي صدر عن الهيئة العامة للكتاب في القاهرة، التقديم هو للكاتب الراحل عزت الغزاوي رئيس اتحاد الكتّاب الفلسطينيين في القدس، وفاء لذكراه، ونقتطف من التقديم:

 

قابلته لأول مرة في كوبنهاجن· كان المقهى الثقافي الصغير وسط المدينة يحتفي برواده الذين جاءوا من أرجاء المدينة يصغون إلى قصائد الفقير العبقة بحزن قديم، والمؤشرة إلى نبل الصراع مع القلب وسط غربة طاغية· شتاء كانت الدنيا· وبرد كوبنهاجن يزحف بقسوة وراء النافذة· لكن حميمية من نوع مختلف تجعلك تتصالح مع برد الدنيا· جاءوا عرباً ودانماركيين، شربوا قهوتهم واستمعوا، وصمتوا، وصفقوا· احترت بمشاعري وأنا أسمعه لأول مرة· أنا منحاز إلى القصيدة رغم أنني لا أكتبها، بل لا أستطيع أن أحتمل ارتباكي في حضرتها، تساءلت، ما الذي يشدّ المرء إلى قصائد هذا الرجل الذي يغني قصائده، كأنه يرثيها لحظة ولادتها؟ ما المختلف في أشعار منعم الفقير، ولم تكون لدي إجابة ساذجة أو عميقة، الشعر يهب الحياة للطين، ربما تكون تلك الحياة التي يهبها الفقير للقصيدة هي التي تأخذنا معه إلى النبع الأول· بمنجاة من الشكل أو التقاليد. أو الاحتفالات الرسمية بولادة الأشياء، على أن منعم الفقير يشدّنا إلى جملته بما يشبه لحظة الاكتشاف بأن الفحوى عابث أزلي موجود في أعماقنا.

 

 

الرؤية الدانماركية لإعادة البناء

 

التقي وزير الثقافة العراقية السيد نوري الراوي الشاعر منعم الفقير وجرى خلال اللقاء البحث في تسمية الوفد العراقي المقترح من قبل الوزارة، وذلك  للمشاركة في فعالية "أيام الثقافة العراقية الدانماركية" المزمع إقامتها في كوبنهاجن للفترة من 23 إلى 30 نوفمبر 2005. يقيم الفعالية تجمع السنونو الثقافي في الدانمارك بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية وعدد من المؤسسات الثقافية الدانماركية ذات العلاقة.

وتم التطرق أيضاً خلال إلى الدور الدانماركي المنتظر في إعادة اعمار البني الثقافية المتضررة، وحصراً المشروع  الدانماركي المطروح لإصلاح وتأهيل مكتبتي الموصل والبصرة. كما جرى استعراض عام للرؤية الدانماركية حول إعادة البناء وكيفية إصلاح البنى الثقافية. 

على صعيد آخر كما رحب السيد الوزير بمقترح الشاعر منعم الفقير حول إجراء مسح شامل لمنتجي الثقافة في المنفى تمهيداً لتأمين الصلات بهم، والعمل على وضع الآلية اللازمة لعودة النص العراقي المهاجر إلى المتلقي العراقي وإلى المكتبات المحلية ودائرة الاهتمام الداخلي

نداء الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

  

إلى أصدقائنا الأدباء والكتاب في المهجر

نهديكم أطيب التحيات:

انتم تصنعون للحرية طقوساً أكثر نبلاً، لأنكم هاجرتم إليها مثل الطيور الباحثة عن سماءً مفتوحة للهواء والحلم والعابرين.

وبهذا فأن خطاب الحرية هو أجمل ما تقطفونه من ثمار الأمكنة المقترحة، تؤسسون فيها عالماً آخر يتسعُ لصناعة الجمال واللذة واللغة المغسولة باطمئنان القلوب ،،اذ تجدُ أن طريقها إلى أمكنة الطفولة يمرّ عبر المراثي ،، مشغول  بالحكايات وإحزان الأمهات وآثار الحروب التي تركت على جلد الوطن وجلد الذاكرة بقايا أوجاعها .

من هذا الحلم المشترك والحرية التي نبحث عن خطابها ويومياتها ونحن نتعاطى مع زمن ثقافي ووجودي جديد ،، نتلمس فيه الحاجة الحقيقية والفاعلة  إلى شراكات في المسؤولية والحب ومد اليد إلى اليد وضم القلب إلى القلب ،

الأصدقاء المباركون والمبجلون،،

مع اعتزازنا الكبير بعضوية أدبائنا وكتابنا في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الذين كان لهم الدور المهم في الحراك الثقافي في حاضنة العراق وفي حاضنة المهجر ، والتي تجعلنا نتطلع إلى مساهمات فاعلة في تعزيز المشروع الثقافي الوطني والإنساني وبما يعزز دور المثقف العراقي في مسؤوليات البناء ومواجهة كل عوامل النكوص والإحباط والخراب التي أخذت بتلابيب الوطن مكانا وحلما وبيتا للألفة ومقدساً وخطاباً في البهجة وطفولة تمسك أصابع السماء ..

 ندعوكم إلى فصل عال من محبة العراق هذا الوطن النبيل والكريم والمذبوح ،،،، ندعوكم إلى لياليه الثقافية التي تتوسم فيكم الإبداع والإرادة  والصدق وقوة الحرية في أن تكون موقفاً ليقيننا بان الإبداع العراقي رغم كل أحزانه ومنافيه وخرائطه التي أخذتها الحروب والمحاربون إلى حيث الحرائق والفخاخ والسماوات الهابطة بالطائرات .

كما إننا نتشرف باعتبار الأدباء والكتاب العراقيين ممن لم يحملوا عضوية الاتحاد سابقاً وممن اصدر كتابا إبداعيا كما تمليه الاستحقاقات المهنية  أعضاء في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بكل ما تمليه هذه العضوية من مسؤولية معنوية وأخلاقية … ولأننا نجهل الكثير من عناوينكم المباشرة ندعوكم إلى  الكتابة عبر البريد الإلكتروني للسيد رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الأستاذ فاضل ثامر:

 

fadhilthamir@maktoob.com

 

أو السيد أمين الشؤون الثقافية الأستاذ علي حسن الفواز

 

ali _fwaaz@yahoo.com  

 

إن يقيننا بان عراقيتكم الجليلة والباسلة مازالت لصق الروح، ومازالت الأماكن والأحلام واليوميات تركض في أعصاب قصائدكم وتنبض مع كل آهة حزن على وطن أخذه المحاربون وأصحاب القبائل إلى حرب لا تخصه .. لنبحث يا أصدقائي عن حلول شعرية لأحزاننا الطويلة بعد ان أعيتنا أوهام الآخرين التي لن تترك لنا طريق للحرير أو طريقا لشؤوننا المنزلية . لنمارس الحب رغم كل الضفاف البعيدة ورغم كل المدن الملقاة على خرائط الدنيا. لان عراقنا الوحيد يحتاج إلى أحلامنا وحريتنا وكلماتنا .. مع خالص محبتنا.

alfaker@assununu.dk