حملة إطلاق موسوعة وثائقية

 

 

 

 

scan1458.jpg

 

 

 

 

 

 

 

بدأت يوم الجمعة 15/9/2006 من مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية في لندن حملة التعريف بصدور ( موسوعة عن قتل و اضطهاد مراجع الدين وطلاب الحوزة الدينية في بلد المقابر الجماعية " العراق") التي استغرق تأليفها حوالي العشرين 20 عاما ، لمؤلفها الدكتور صاحب الحكيم، و هي أهم و أكبر موسوعة عن اضطهاد مراجع الدين الشيعة وعلماء الدين و خطباء المنبر الحسيني و المبلغين و المؤلفين في العراق،  

، تتضمن عرضا موجزاً لتاريخ حياتهم و أعمالهم و ما تعرضوا له من سجن و تعذيب واعتقال وتشريد و إعدام، طيلة الفترة من وصول حزب البعث الفاشي للحكم عن طريق الانقلاب العسكري في العراق من عام 1968 - حتى عام 2003، يبلغ عدد صفحات الموسوعة 3485 صفحة، و تحتوي على أكثر من 1646 صورة و وثيقة وتقرير دولي، وشهادات إعدام، وأوامر بالقتل والشنق، التي أصدرها النظام الصدامي البعثي المجرم.

 

حيث أقامت المؤسسة حفل استقبال في مقرها في لندن حضره الأمين العام للمؤسسة و علماء الدين ووزراء سابقين، وعدد من مسؤولي المراكز الإسلامية في بريطانيا، و مثقفون وأجانب و صحفيون و كتاب، ولم تغب المرأة العراقية عن ذلك الاجتماع النوعي.

كما  حضرت وسائل الإعلام التي تهتم بالجانب الوثائقي والإنساني والسياسي في العراق ومختلف الشرائح الاجتماعية.

و بعد انتهاء وقت التعارف والاستقبال اعتلى المنصة الأستاذ غانم جواد مسؤول القسم الثفافي في المؤسسة ليقدم تعريفا عن المؤلف و تجربته الشخصية عندما كان عضوا فعالا في منظمة حقوق الإنسان في العراق مع المؤلف في كل من سوريا ولندن

ثم قدم المؤلف الذي استعرض على الشاشة التعريف الموجز بالموسوعة بما يتناسب مع الوقت المخصص حيث أن تفاصيل الموسوعة لا تحتويها ساعات عدة.

فابتدأ المتحدث بشكر المؤسسة على تكريمها له و للحاضرات و الحاضرين، و للعلماء الشهداء ثم عرض مقاطع وصورا من الموسوعة لإعطاء فكرة سريعة عن محتوياتها، ابتدأها في عرض عن:

 

* مقبرة الشهداء ( الذين استشهدوا يوم العاشر من محرم سنة 63 هجرية في كربلاء، و اعتبرها أول مقبرة جماعية أقيمت في العراق، دفنوا في مكان و زمان واحد، و قد سبق للمؤلف أن اعتمد طلبا إلى لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بتسجيل هذه المقبرة، كأول مقبرة جماعية بالعراق، و عرض نماذج لبقية الفصول مثل:

*  حرية التفكير و الوجدان و الدين.

* الحرمان العشوائي من الحياة.

* معلومات مفصلة عن العراق: تاريخه وجغرافيته وتركيبته السكانية والقومية ولغات شعبه.

* صفحات من تاريخ العراق السياسي: الحديث منذ قيام الملكية عام 1921 حتى سقوط النظام الصدامي عام 2003.

* رؤساء العراق منذ عام 1932حتى عام 2005  وكلهم من السنة بالرغم من أن الشيعة هم الأكثرية، كما تنص على ذلك جميع تقارير المنظمات و الهيئات الدولية و وزارات الخارجية المختلفة في العالم.

* بعض الأرقام الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان بالعراق منذ مجيء حزب البعث بالقوة للحكم.

*  تواريخ بعض انتهاكات حقوق الإنسان في العراق المختلفة. كحملات التهجير والإبعاد عن العراق، و الاعتقالات العشوائية، و مأساة حلبجة والأنفال، وتواريخ حملات الإعدام الجماعية التي تعرض لها العلماء و أتباعهم.....

* لا أحد يعرف ماذا كان يجري في العراق، فكما لا احد يعرف موارد النفط، و أين تذهب، كذلك لا يوجد من يعرف عدد المعتقلين أيام صدام، وميزانية العراق، و مكان نوم رئيس الجمهورية...الخ، و لا عدد من يموت تحت التعذيب، و لا عدد الأرامل و الأيتام بالعراق من ضحايا صدام.... الخ وإلى الوقت الحاضر.

* القوميات التي ينتمي لها الضحايا في هذه الموسوعة و هي ثمانية.

* الدول التي ينتمي لها الضحايا في الموسوعة و هي 13 دولة.

* الدول التي استشهد بها الضحايا المترجمون في الموسوعة و عددها 6.

* الدول التي وقعت بها محاولات الاغتيال حيث لوحق العلماء خارج العراق و عددها 7 .

* المدن التي ينتمي لها الضحايا و عدها 67 مدينة موزعة على أنحاء مختلفة من العراق والعالم الإسلامي، و لكن كان للنجف الاشرف الحصة الكبرى.

* بعض الأعذار التي تبدو غريبة تلك التي برر بها النظام إعدام العلماء مثلا اعدم الشيخ الشهيد محمود نصيف جاسم الخفاجي، لأنه لبس ملابس الشيخ الشهيد عارف البصري بعد استشهاده ،فقط ! ، و وجد ملف الشهيد المفقود السيد مرتضى جواد الخلخالي و كتب عليه انه يتسكع في الشوارع ( وهو عالم دين من مواليد 1903) !! و في ملف الشهيد السيد كمال الدين يوسف الحكيم الذي وجده الثوار مكتوب على غلافه: حسن السيرة و السلوك: الحكم : الإعدام رميا بالرصاص...!!

* طرق الإعدام و القتل التي زادت على الثلاثين و التي لم تتعرض لها أية شريحة عراقية. فضلا عن طرق التعذيب الوحشية الرهيبة. كالخنق بالعمامة ( الشهيد الشيخ محسن مال الله)  والذبح بالرصاص، و القتل بالكماشة على الرقبة، فضلا عن الشنق بالمشنقة، وإلقاء الضحية حيا على قطعة خشبية كبيرة مملوءة بالمسامير و سحب الجسم ليتقطع إلى أوصال مخلوطة باللحم و الدم، كما جرى للشهيد السيد محمد صادق البطاط، و الحرق بإطار سيارة ( الشهيد السيد كاظم الاعرجي) و شد الجسم بسيارتين تسيران باتجاهين مختلفين كما أمر المجرم علي حسن مجيد التكريتي بقتل عالم دين بالبصرة، و غيرهم...  

* اصغر ضحية كان طفلا عمرها 3 سنوات قتل، و اكبر ضحية هو الشهيد السيد محمد صادق القزويني وعمرة 103 سنوات، و اصغر معتقلة ذكرت بالموسوعة طفلة بعمر حوالي (6) أشهر فقط !.

* ثم جرى الحديث عن تعريف المرجعية الدينية في العراق و تتألف من المرجع و المؤسسات و المكتبات التابعة له و طلابه و التابعين له بالتقليد و كذلك  الأطر المتصل به في الخارج....

* صور و تراجم ثلاثة عشر 13 من مراجع الدين الشيعة الكبار، اضطهدهم النظام الصدامي البعثي المجرم، و لا زال بعضهم حيا، و هو حسب الحروف الأبجدية : السيد أبو القاسم الخوئي ( اعتقل واستشهد ابناه)، و السيد الشيخ بشير النجفي (تعرض لمحاولة اغتيال)، و السيد عبد الأعلى السبزواري ( استشهد)، و الشيخ علي أسد الغروي ( استشهد)، و السيد علي باقر السيستاني ( اعتقل و تعرض لمحاولة إغتيال) ، والسيد محسن الحكيم ( اضطهد و اعدم أبناؤه و أحفاده)، والسيد محمد باقر الصدر ( استشهد و أخته)، والسيد محمد باقر الحكيم ( استشهد و قبلها اعتقل و تعرض لـ 7 محاولات إغتيال و استشهد  أخوته)، و السيد محمد سعيد الحكيم ( اعتقل و استشهد أخوه و اعتقل أولاده و إخوته)، و السيد محمد محمد صادق الصدر( استشهد و ابناه)، و السيد محمد مهدي الشيرازي ( حكم بالإعدام غيابيا و استشهد أخوه)، و الشيخ مرتضى علي البروجردي ( أستشهد)، و آخر المراجع الشيخ ميرزا جواد التبريزي ( اعتقل).

* من يعدم في العراق ؟ : كل من يسب صداما، و من يستفسر عن صحة عدي بن رئيس النظام و كل من لم يصوت لصدام، و كل من يتحدث عن قصوره، وكل من يستمع لإذاعة دولة تهاجمه ، ووو....  الخ.

* حالة حقوق الإنسان في العراق : لم يسن دستور دائم بهذا البلد لمدة 33 عاما و يسمى ( جمهورية الخوف) و تسيطر العائلة التكريتية على وسائل الإعلام، و تعمل فيه أكثر من 10 أجهزة سرية قمعية لكتم الأنفاس ، و اعتقال الأبرياء ، و تصفيتهم جسديا ، بالإضافة إلى متابعة العراقيين بالخارج بواسطة السفارات التي كانت أوكارا للمخابرات الصدامية، هذا غير القتل العام في انتفاضة شعبان آذار عام 1991 ، و اختفاء عشرات الالآف من الناس حيث احتل العراق قمة قائمة دول فقدان مواطنيها.

* تعريفات: من هو: المعتقل، المفقود، الشهيد، الشهيد المفقود، سجين العقيدة، المضطهد...

* من المسؤول عن قتل الإنسان في العراق السلطة، و كذلك من أيدها من الدول الخليجية، و من ساعدها من الأحزاب العراقية العربية و الكردية و حاصلوا كوبونات النفط... و المرتزقة من الصحفيين العرب و الأجانب الذين كان يغدق عليهم صدام أموال النفط.

* الفصل الأول و فيه تفاصيل عن حياة العلماء الشهداء و كيفية اعتقالهم و استشهادهم أو فقدهم : صورة أول شهيد حسب الحروف  هي للشهيد الشيخ إبراهيم حمودي قنبر، و آخر شهيد و هو الشهيد الشيخ يد الله عبد الله الإبراهيمي الذي اختطفوا ابنته و قتل و هو يلهج باسمها ص1545

* الشهداء الذي اغتيلوا خارج العراق و أولهم الشهيد السيد حسن الشيرازي الذي اغتيل في لبنان وآخرهم السيد مهدي الحكيم الذي أغتيل في السودان...

* الفصل الثاني الخاص بمحاولات الاغتيال بطرق عديدة، و فيه نبذة عن حياة و صور العلماء الذين تعرضوا لمحاولات الاغتيال و أولهم السيد أمير محمد القزويني و آخرهم الشيخ نجاح عطا الطائي الذي تعرض لمحاولة الاغتيال في الصين ، مما يدلل و بقوة على طول الذراع الصدامي المجرم، و منهم السيد حسين السيد إسماعيل الصدر الذي كان معتقلا سابقا و صعدوا به على المشنقة لرفضه حضور حفلة إفطار دعا لها دكتاتور العراق فاضطر مرغما على حضورها !  ص 1678

* الفصل الثالث  وفيه بعض تفاصيل عن حياة مراجع الدين الكرام و علماء محترمين أجلاء من سجناء الرأي و العقيدة و المعتقلين المعذبين الذين رتبتت أسماؤهم  حسب الحروف الأبجدية، و أولهم الشيخ إبراهيم الجابري  وآخرهم المعتقل السيد يوسف السيد محسن الحكيم ( أب و جد الشهداء) الذي فرضت عليه الإقامة الجبرية من تاريخ إطلاق سراحه حتى وفاته و لا يعرف مكان قبور أبنائه و أحفاده الذي سكنوا المقابر الجماعية  و في هذا الفصل صور التقطها المؤلف  لكتابات على حيطان سجن أبو غريب قبل قيام الأمريكيين بمسحها، و في تلك الكتابات من يقرأ الفاتحة على روحه قبيل إعدامه!، ويكتب أسماء المعتقلين معه في الزنزانة... وفي الفصل قصص حية لتعرض المعتقلين للتعذيب، مستخلصة من شهادات شخصية رواها المعتقلون للمؤلف عن صور الإرهاب الوحشي الذي لا يطاق، بالإضافة للقمل و الروائح الكريهة و موت البعض من الاختناق... و ينتهي هذا الفصل في الصفحة 2725 حيث يختتم بمعلومات عن الشيخ يوسف يحيى الدكسن الذي اعتقل في الكويت و ابعده منها بدون سبب.

* إما الفصل الرابع فهو فصل المضطهدين  الذين تعرضوا لمختلف أنواع التعسف و لكنهم نجوا من الاعتقال، وأولهم الشيخ إبراهيم علوان النصيراوي، و منهم السيد جمال أبو القاسم الخوئي الذي تعرض للاعتداء الذي أصيب بـ 17 جرحا جراء ضرب الجلاوزة له ! و منهم من حكم بالإعدام وهرب، و منهم من قدم شهيدا أو أكثر... و آخرهم السيد يوسف السيد محسن الحكيم الذي فرضت عليه الإقامة الجبرية حتى وفاته ينتهي هذا الفصل في ص 2728

* الفصل الخامس ويشمل الشهداء من علماء الدين السنة و أولهم الشهيد الشيخ ... البرزنجي الذي ذكره مؤلف كتب في ضلال صدام، و آخرهم الشيخ ناظم عاصي العلي العبيدي و كذلك في هذا الفصل معلومات مفصلة عن المعتقلين  وأولهم الشيخ إبراهيم المشهداني، وآخرهم ياسين طه البونيون. ولا يفوتني أن اذكر المعتقل الشيخ علي بن الشيخ عبد العزيز الذي سبق أن أصيب بالأسلحة الكيماوية في حلبجة و اصطحبه السيد عبد العزيز الحكيم إلى جنيف فوراً للإدلاء بشهادته أمام الأمم المتحدة ( و كان المؤلف برفقته) و رائحة المواد الكيماوية عالقة بملابسه التي أصر على البقاء في ارتدائها لإثبات حجته مما كان لها الوقع الإعلامي المؤثر وقتها ...  إن أكثر الشهداء من العلماء السنة هم من الأكراد حيث ينتهي هذا الفصل في الصفحة  2892

* الفصل السادس خاص بالشهداء بعد سقوط النظام من المراجع و العلماء و طلاب الحوزة و أولهم الشهيد السيد أياد شبر الموسوي  و آخرهم الشهيد الشيخ وسام جاسم عطية ألفؤادي الذي زار المؤلف بيته و وجد عائلته و قد احتفظت بعمامته و أشياءه الخاصة به في زاوية غرفة الاستقبال  ( حتى تاريخ طبع الموسوعة)  ، و من أشهر من استشهد بعد سقوط النظام هو الشهيد عبد المجيد الخوئي، وشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم مع أكثر من 130 شهيدا و 300 مجروحا منهم أطفال و نساء ، مع ملاحظة أن هناك شهداء سقطوا بعد طبع الموسوعة لينتهي الفصل الدامي هذا في الصفحة   2971

* و في الفصل السابع محاولات الاغتيال التي تعرض لها علماء الدين في العراق بعد سقوط النظام الصدامي المجرم و تراوحت المحاولات بين التفجيرات و إطلاق الرصاص على الضحايا أو الدهس بالسيارات، و أولهم الشيخ بشير حسين النجفي  و آخرهم السيد محمد بحر العلوم ، و تعرض عدد كبير من علماء الشيعة إلى محاولات الاغتيال بعد ذلك .... مثل السيد عبد العزيز الحكيم و غيره...ينتهي هذا الفصل عند الصفحة 3108  .

* الفصل الثامن يضم المعتقلين بعد سقوط النظام  وأولهم الشيخ أحمد الشيباني و آخرهم الشيخ هاشم الشوكي لينتهي الفصل في ص 3118  مع التأكيد على انه قد اعتقل عدد من علماء الدين بعد ذلك التاريخ ...

* الملحق و يبدأ من الصفحة 3111 حتى نهاية الموسوعة و هو كتاب بحد ذاته يحتوي على وثائق و ملاحق منها أوامر بإعدام و اعتقال العلماء و النص الكامل لإعلان شيعة العراق ، و تقارير من مدير المخابرات الصدامية مرفوعا إلى رئاسة الجمهورية عن الاعتصام المشهور في لندن و هو الاعتصام المستمر الذي استمر 333 أسبوعاً حتى سقوط النظام في 9 /4/  2003  و نية المخابرات الصدامية قتل مؤلف الموسوعة و حرق بيته و مكتبته، و يتضمن الملحق كذلك أسماء أعداد كبيرة من الشهداء و الضحايا، و تقارير دولية عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، مثل تقرير منظمة العفو الدولية، و منظمة مراقبة حقوق الإنسان، والمقررين الخاصين لحقوق الانسان المعينين من قبل الأمم المتحدة، الذي تضمن شرح عن تقلص عدد طلاب العلوم الدينية بشكل رهيب بسبب " الاعتقالات  العشوائية و الإعدامات التعسفية و الاختفاءات القسرية وغيرها من ضروب المعاملة المهينة والحاطة للكرامة " و مقتطفات من كتاب عذاب بلا نهاية إصدار منظمة مراقبة حقوق الانسان و أسماء شهداء عائلة الحكيم و آل بحر العلوم و آل الخرسان و آل المظفر و أسماء المجرمين الذين ساهموا بذبح أبناء انتفاضة شعبان آذار 1991 ووثائق أخرى مهمة

 

و في ختام الحفل جرت مناقشة الحاضرين مع المؤلف عن الموسوعة وتوجيه بعض الملاحظات، و كتابة بعض النقاط عن ما تم عرضه من مقتطفات الموسوعة، وقام بعض المشاركين في الحفل بتزويد المؤلف، ما استجد من انتهاكات لحقوق العلماء على يد القوى التكفيرية الغاشمة، و عملاء النظام الصدامي المجرم الذين لا يزالون بمنأى عن المساءلة.

 

الدكتور صاحب الحكيم