صلاة الجمعة في كوبنهاكن في الدانمارك.. القطبي: كان الرسول الأعظم أكبر مثل في الديمقراطية..

أقيمت صلاة الجمعة في كوبنهاكن في مؤسسة الرسول الأعظم (ص) هذا اليوم الجمعة بإمامة الشيخ علي القطبي

 وقد تناول الشيخ في الخطبة الأولى شرحاً مقتضباً لحديث الصباح الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام وبين الشيخ بعض الملامح العقائدية التي يستدل بها أمير المؤمنين على (ع) على وجود الله من خلال صفاته وآيات خلقه حيث يدعوا الله سبحانه وتعالى ومن خلال الدعاء يظهر عظمة الله ودقة صنعه في تدبي خلقه (( يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه))

نفهم من هذا الكلام أن الإمام علي (ع) يريد أن يصل إلى نتيجة مفادها أن الصباح خلق من خلق الله يحكي عن الله سبحانه ويدل عن الله سبحانه ولكن لا بأداة ولا جارحة فليس للصبح لسان يقول لنا أنا ظهرت وأنا أبلجت للعيان واضحاً جلياً أبلجاً نيراً, ولعل هذا قريب من قوله (ع) لأحد السائلين حين سأله هل رأيت ربك, فقال عليه السلام وكيف أعبد رباً لم أره, فقال السائل فكيف أو أين فقال عليه السلام ما معناه لم تراه الأبصار بحقائق العيون ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان. إنه الصبح الذي يأتي بلا أن يقول لأه أحد تعال إلينا نحن بحاجة إلى ضوئك, تعال إلينا لتذهب عنا الظلام لنبكر في طلب أرزاقنا. فيأت الصبح وكيف يأتي يعبر عن مجيئه عليه السلام (( وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه)).. لا ترى الليل قطعة واحدة فالمكان القريب من الشرق فيه شئ من الضياء لآن الشمس قريبة منه وملاصقة له, وترى الغرب ما زال ظلاماً دامساً إلى أن يغيب في غياهب تلجلجله, كأن الإمام يريد أن يقول أن قطع الليل تغيب متلجلجة خجلة شيئاً فشيئا, من الذي سيسرحها وانظر إلى(( لفظ التسريح )) وما أقربه إلى القلب, وهو مصطلح قرآني ذكره كتاب الله في أكثر من مورد منه (( وسرحوهن سراحاً جميلاً )) ثم يضيف الإمام وهو يصف هذا المشهد الكوني الرائع حيث يقول في دعائه (( وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه )) نعم فلا يشع نور الشمس مرة واحدة بل يشعشع تدريجياً على أن يسع الأرض ومن عليها.......  هذا كان مقطع من الخطبة الأولى...

أما بعض ما جاء في الخطبة الثانية:   تمر علينا هذه الأيام هذه الأيام ذكرى وفاة الرسول المصطفى ( ص ) ولعلنا نستطيع القول أن الأمة الإسلامية كان ولا زالت بعيدة بمجملها عن كثير من المعاني التي جسدها رسول الله بذاته ونفسه وسيرته, ولعل من أهم هذه المبادئ التي ابتعدنا عنها كثيراً هو مبدأ الشورى أو الديمقراطية كما يعبر عنها في العصر الحاضر, لقد كان في دخول رسول الله (ص) على مكة حدثاً عجيباً في احترام الإنسانية لم تعهده من قبل فكيف يدخل رجل منتصر فيعامل من أساء إليه بهذا الاحترام والإحسان إن الرسول الأكرم يقول ((من دخل داره فهو آمن))... عجباً إن الرسول يقول فهو آمن ولا يقول مؤمن... لماذا والرسول جاء برسالة السماء و والرسول فوق هذا وذاك دخل منتصراً, مع هذا فإن من دخل عليهم ظافراً هم نفسهم من أساؤ إليه بلا ذنب إجترحه تجاههم فماذا يدل هذا ألا يدل على ديمقراطية الرسول (ص) حتى بقى أهل اليهود على يهوديتهم والنصارى على نصرانيتهم إلا من آمن منهم فيما بعد عن قناعة عقيدة لا عمن جبر أو إكراه ولا إكراه في الدين, لقد كان في خطاب الرسول الشيء العجيب من الصبر والتحمل, فهو إذ يقول لأبي سفيان بعد أن يسأله أبو سفيان وكيف نفعل يا محمد لنأمن على أنفسنا يقول له الرسول واحتراماً لمقامه في قريش ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)), فيجيبه أبو سفيان بصلف وكأن أبا سفيان هو المنتصر وماذا تسع داري ( أي إن داري محدودة ) فيجيبه الرسول (ص) من دخل المسجد فهو آمن, فيرد عليه أبو سفيان بصلفه المعهود وما ذا يسع المسجد, فيجيبه الرسول (ص) ((من دخل داره وأغلق بابه عليه فهو آمن))

علينا كعرب وكمسلمين ونحن نعيش الهزائم والانتكاسات الآن تعلم حب واحترام قومنا وشعوبنا وأن نعمل معهم بالشورى والديمقراطية , أن نتعلم الدروس تلو الدروس كمن الحاضر والماضي حتى نصل إلى تحليلات منطقية وعقلية لماذا انتصر الرسول وأصبح قوة عظمى في الأرض ولماذا هذا حالنا الآن الذي لا يحسدنا عليه أحد.... .......  هذا كان مقطع من الخطبة الثانية...