الحسين يخاطب القتلة 

              خلدون جاويد


جرحي نديٌ والسهامُ كثارُ
ودم ٌ يسيلُ
وأدمع ٌ تنهار ُ
الجيلُ يبكيني وباسمي مُشرَعٌ
سيفُ الزمان ِ
وجيشهُ الجرارُ
رأسي وانْ قطعوهُ
فهْوَ مشعشعٌ
كالشمس ِ
راق صباحُها المعطارُ
واذا أُوارى في اللحود ِ فانني
متفتح ٌ
وليشهدِ النوارُ
لحدي وان سُجّيتُ فيه فانه
نصرٌ
يُهالُ على ثراه الغارُ
واذا العراقُ يضامُ بعديَ انما
من جاحمي
تتألقُ الأزهارُ
مهما قتلت ُ فجلنارٌ أحمرٌ
دربي
تعبّدُ جمرَه الثوارُ
واذا انكسرتُ
فان مشكاتي ازدهتْ
مليونُ ليل ٍ مرّ وهْيَ منارُ
هذي خيامي أُحر ِقتْ
ومواكبي
طاحت ...
ولفَّ هوادجي الاعصارُ
وحدي انغرستُ كراية ٍ
ولحقدهمْ
سهمٌ بكل مسامةٍ نغارُ
وتعومُ فوقي للمحارق ِ لجة ٌ
وتدور حولي للسيوفِ
بحارُ
وتلفتتْ عيني بخيط ٍ من دم ٍ
في الخد طوّحَ
واستبدَ دوارُ
سبعون الفا خاطبتني بودها
فاذا بها
يومَ الطعان ِ فرارُ
فأجبتهم :
انْ جفَّ دافقُ وهجِكمْ
وتشابكتْ
وتخالطتْ ادوارُ
أو شح ماءُ فراتِكم عن قطرة ٍ
أنا منبعٌ
وبعهدتي الأنهارُ
والظلمُ مهما اشتدّ
فهْوَ مبددٌ
والليل مهما امتدّ فهْوَ نهارُ

        ********