عراقيون رغم النار

      خلدون جاويد

عراقيون حدّ الشنق ِ
منذورون منذ المهد ِ للحرق ِ
وللسجن ِ
وللسفك ِ وللقتل ِ
ومن أيام هابيل وقابيلْ .
عراقيون ماأبهى سواعدهمْ
بها وشمٌ من القيدِ
وما أسخى أكفهمُ
بها المجدُ
ولا يدّخرون الخبز ْ .
وكم من قبلة ٍ في الثغر
قد طاحت كما الدمعة ْ
كما الطير
اذا حامَ من اللهفة ِ
والحيرة ِ والحسرة ْ
على الحدباء والزوراء والبصرة ْ
على سومر أو آشور او بابلْ
على أسمى منائرنا
وقد ضوّى على سيمائها الشاحب ْ
عليّ ُ بنُ أبي طالب ْ .
عراقيون كالحناء للعرس ِ
وكالنوروز في القمة ْ
عراقيون ما انداحتْ
ضفافهمُ بلا سعدٍ ولا وعد ٍ
كأن النورَ موكولٌ بزنزانة ْ
كأن الطيرَ مشتقٌ من الأسر ِ
ولولا السجنُ
لم تصنعْ يدُ الحرية الحمراء شباكا ً
من الأغصان والأنوار
والعطر
ولولا شعبنا المطعون والغدور
ماسالتْ قرابينٌ
ولا حان الفدا والنذرْ
ودقت ساعة الصفرْ
عراق كل حين ٍ يبتدي من صفرْ
يحيي مشتل الأزهارْ
بديل الموت والنارْ
فما اورثنا القتلُ
سوى صنع الطواغيتْ
سوى جيش من الأكباد
في نهرَيْ توابيتْ
عراقيون رغم النارْ
شدوا من رموشِهُمُ
عراقَ الفجرِ والروعة ْ
لمرآهمْ
بكى الصفصافُ من قطب ٍ الى قطبٍ
ومن شط ٍ الى صحرا
لمرآهمْ
هوى المنبرُ في السجدة ِ
والمحرابُ في الركعة ْ
لأجلِهمُ
ستلثمُ وردة ٌجرحا
وتمسح شمعة ٌ دمعة ْ
ولا بدّ من الاطلالة ِ الأجمل ِ للشمس ِ
ولا بدّ من البدر ِ العراقيِّ
وبغداد الصباح العاطر النسمة ْ
لابد من الحب من الرحمة ْ
وقلب الأُم  فواح على الدارْ
على طيبتنا الاولى
رغيفا ، كأس ماء ، كرماً ، ادعية ً، ايثارْ
على كل غريب الأهل والدارْ
على الطارق والمارق والعابر والمارْ
على أمس الندى والنورْ
سلاما يابلاد الماء ِ والخمرة ِ
والأنجمِ والعشق ِ
سلاما ًيابلاد الشعر والفكر ِ
سلاما ً، بسمة ً،  قبلة ْ
على ثغر الفرات ووجنتَيْ دجلة ْ .
سلاماً ياعراقيينْ .
برداً وسلاماً ياعراقيينْ .
 

العودة الى موقع الشاعر