عراقيون في حضرة الحسين

         خلدون جاويد

نوّرْ علينا لقد طالتْ دياجينا
وأوقدِ البدرَ
لو غامتْ ليالينا
ولاتلمنا اذا ارتدّت مشاعلنا
عن الطريق
مقيم ٌ فجرنا فينا
مادمتَ تلهمنا فكرا
فقد عجزتْ
مليون شمس ٍ وشمس ٍ
أن تضاهينا
فرّج ْ علينا لقد ضاقت منافذنا
كم تضيّق ُ جدران ٌ
مساجينا
واسطع برايات نصرٍ انت َ مولده
امثولة ً لم  تمت ْ
الاّ لتحيينا
أبا الفدا لوعبدت ُ الوردَ أجملَه
لكنت َ في كل محراب
رياحينا
أبا الفدا لو عبدت ُ الماءَ سومرَه ُ
لكنت َ في اليم ِ
من ابهى صوارينا
أبا الفدا لو عبدت ُ الضوءَ قلت ُ له
آمنت انك شمس الكون
آمينا
طوبى صمودك لم يبرح مآثره
مهدا ولحدا ،
سبايا أم قرابينا
ماطاح جورية ً ،
ما انهار نرجسة ً
لم يهو ِ قداحة ً
ما اغتيل نسرينا
لكن أتتك نيوب ُ اوسعتْ جسدا
نهشا وسفكا ،
وتقطيعا وتطعينا
عافت ذئاب ٌ بشام الحقد حمرتها
وذقن من دمك الغالي
فناجينا
فرحت بالرمق المقتول
تغرزها
في الأرض مهجتك الكلمى رياحينا
الشعب باك ٍ على الذكرى
وحاضره
أبكى واعمق جرحا في مآقينا
في كل يوم لنا أُم ٌ مدامعها
جرح العراق
وكأس الحزن تسقينا
في كل منعطف منثورة جثث ٌ
نارا
ومذبوحة ٌ اعناقها فينا
فاعكف على الشعب روحا
واحتضن ْغده
واحدق ْ بأعدائه موتا وآخينا
فرّقْ قلوبَهمُ
وامحقْ جموعَهم
ففي اندحارهم ُ
يصفو تآخينا
ان العراق َ بلاد الشمس نخلته
أم البنين
برغم الموت تحيينا
قلب الحياة فرات ٌ
أنت منبعه
ودجلة الخير نبع كامن فينا
وقاطعو كفك السمحاء
ماعلموا
بانها لم تزل بالوهج تسقينا
والفجر منبلج ٌ والصبح مبتهج ٌ
ودربنا مهج ٌ والنصر آتينا

       *********